الثلث، فقط، من الأطفال المغاربة الذين يدرسون في القسم الرابع من التعليم الابتدائي يتمكن من حل عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة، والتلاميذ المغاربة في غالبيتهم، لا يتقنون قراءة النصوص المكتوبة باللغة العربية وتبقى معارفهم «محدودة» في هذه المادة... هذه بعض خلاصات دراسة أنجزها المجلس الأعلى للتعليم على نحو 6900 تلميذ يتابعون دراستهم في 230 مدرسة ابتدائية و6360 تلميذا يدرسون في 212 ثانوية إعدادية. التقرير خلص إلى أن «ستة أطفال من بين عشرة من تلاميذ القسم السادس ابتدائي لديهم مشاكل مع الأعداد العشرية، وتلميذ واحد، فقط، من بين خمسة من القسم الرابع ابتدائي متمكن من عمليات التحويل عن طريق وحدات القياس فيما نصف التلاميذ بالقسم السادس ابتدائي لا يعرفون كيف يقومون بذلك». بالنسبة إلى اللغات الأجنبية، أشار التقرير إلى أن المستوى لا يتجاوز «المتوسط إلى الضعيف»، وأرجع ذلك إلى «مستوى اللغة المستعملة في التعامل مع الأطفال»، إضافة إلى «المستوى الضعيف لبعض الأساتذة في التعليم الابتدائي، مما يفسر عدم قدرة الأطفال على كتابة نصوص قصيرة باللغة الفرنسية. التقرير حمل في هذا الإطار جزءاً من المسؤولية للأساتذة بعد أن اتهم أغلبهم بكونهم «لم يستطيعوا مواكبة المستجدات على المستوى البيداغوجي ولم يحسنوا طرق اشتغالهم». التقرير الأولي للمجلس الأعلى للتعليم كشف أن التلاميذ المغاربة «يُتقنون» العمليات الرياضية عن طريق «الحفظ فقط» من المستوى الابتدائي إلى الثانوي التأهيلي، ولا يتمكنون من الوصول إلى حلول عمليات الهندسة، حيث لا يستخدمون معارفهم لحل ما يستعصي عليهم، كما هو الشأن بالنسبة إلى الإجابة عن الأسئلة المفتوحة التي لا تحدد فيها الإجابة بنعم أو لا. في مادة الرياضيات دائما، لاحظ التقرير أن تلاميذ التعليم الابتدائي يتميزون في هذه المادة أكثر من تلاميذ المستوى الإعدادي، وأن متوسط التمارين المنجزة من طرف تلاميذ التعليم الأولي تتجاوز تلك المرتبطة بالتعليم الإعدادي. وأشار التقرير إلى أن أداء التلميذات على المستوى التعليمي أحسن من زملائهن من الذكور، مضيفا أن «التلميذات متفوقات مقارنة بزملائهن من الذكور، وأن القاطنين بالمدينة لديهم مستوى أحسن نسبيا، فيما يبقى لدى التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في المدارس الخاصة مستوى أفضل وحصلوا في الكشف الذي قام به المجلس الأعلى للتعليم على نقاط «متميزة». وعزا التقرير تميز مستوى التلاميذ الذين يدرسون إلى توفر وسائل الاشتغال بالنسبة إلى الأساتذة والتلاميذ على السواء، إضافة إلى قلة عدد التلاميذ في الفصل الواحد على عكس المؤسسات التعليمية العمومية. دراسة المجلس الأعلى للتعليم، التي أجريت في منتصف شهر يونيو من السنة الماضية، أفضت إلى أنه في مواد العلوم يبقى مستوى التلاميذ المغاربة «غير كاف» ويتراوح ما بين «أقل من متوسط إلى ضعيف» في مواد الرياضيات واللغة العربية والفرنسية.