أصدر المركز الوطني للمخابرات الإسبانية أمرا «مستعجلا» لأحد عناصره، من الذين يشتغلون «ملحقين» بقنصلية إسبانيابالناظور، بمغادرة المغرب على وجه السرعة وفي أقرب وقت ممكن، كما طلبت منه تجميد نشاطه الاستخباري ووقف إرسال التقارير المخابراتية إلى ألبيرتو سايس، مدير المخابرات بالعاصمة الإسبانية مدريد. ووفق مصادر متطابقة، فإن المذكرة الرسمية «المشفرة»، والتي توصلت بها المصالح الدبلوماسية الإسبانية بالمغرب، والتي تأمر الموظف الإسباني بقنصلية إسبانيابالناظور بمغادرة التراب المغربي على وجه السرعة، «لم تتضمن أي سبب للمغادرة، كما لم تقدم أي تفسير بخصوص هذا القرار الأول من نوعه والذي جرى وسط تكتم شديد». ووفق مصادرنا، فإن الموظف «الملحق»، والذي يحمل رتبة ضابط في الجيش الإسباني، له خبرة مخابراتية طويلة في منطقة الباسك، كما أنه كان من المقرر قبل تعيينه منذ سنة ونصف أن يبقى لمدة ثلاثة أشهر أخرى في الناظور، لكن السلطات الأمنية الإسبانية -تقول المصادر- طلبت منه العودة إلى إسبانيا على وجه السرعة، بناء على طلب من المخابرات العسكرية المغربية. ومازالت السلطات المغربية والإسبانية لم تكشف عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء طرد «الموظف» الإسباني. ووفق ما أكدته مصادر متطابقة ل«المساء»، فإن السلطات المغربية منحت الضابط الإسباني مهلة 24 ساعة لمغادرة التراب المغربي. وحسب ما أشارت إليه مصادرنا، فإن طرد عنصر المخابرات الإسبانية بالناظور مرتبط بحملة المغرب ضد أباطرة المخدرات بالناظور وبملف الحقوقي شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان، والمعتقل بتهمة «تسفيه جهود الدولة في محاربة المخدرات». ولم تصدر إسبانيا، من جهتها، أي بلاغ بشأن طرد موظفها من المغرب، والذي تم بتكتم شديد باتفاق بين المغرب وإسبانيا تفاديا لنشوب أية ضجة إعلامية بخصوص الصراع الاستخباراتي المغربي الإسباني في منطقة الريف.