في مثل هذا اليوم من كل سنة يلتفت العالم للمرأة ليخصص لها 24 ساعة من الاهتمام قبل أن يستعيد الرجل سيطرته على الوضع. في مثل هذا اليوم تتناسل الأنشطة الرياضية ذات الارتباط بالمرأة، تصاغ هنا وهناك عشرات الشعارات التي تتمرد على الدونية لكن بصلاحية لا تتجاوز اليوم الواحد. تعتبر العديد من الحركات النسائية تخصيص يوم واحد كل سنة للمرأة حيفا في حقها أكثر مما هو عيدا لها، خاصة وأن الخطب تكرر نفسها والتوصيات تعيد استنساخ مضامينها، بينما يظل الوضع خارج منصات الخطابة صامدا أمام تمرد نون النسوة. تكرس المنافسات الرياضية هيمنة الذكور، فالجوائز المخصصة عادة للنساء في مختلف المسابقات أقل بكثير من الحوافز المخصصة للذكور رغم أن الجهد والعرق واحد، ويزداد الأمر تعقيدا حين يتعلق الأمر برياضيات معاقات كما هو الشأن مع الشقيقتين الكرعة نجاة وليلى ثم سناء بنهمة، فقد تبين لهن أن خطابات المساواة بين الجنسين عديمة المفعول حين يتعلق الأمر بحوافز مالية، فقد نال الذكور أضعاف الإناث. تحتفل الرياضيات المغربيات بعيد المرأة السنوي في ظل إكراهات عديدة، فالذكور لازالوا يسيطرون على مصادر القرار، والبنيات التحتية مصممة على مقاس الرجال، والتأطير لازال حكرا على الجنس الخشن، والجمهور يقصد الملاعب الرياضية من أجل التفرج على أجساد اللاعبات، وقس على ذلك من المعيقات التي تكرس دونية المرأة. رغم أن المغرب يحظى بوجود امرأة على رأس قطاع الشباب والرياضة، ورغم اعتراف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ في المؤتمر العالمي حول الرياضة والمرأة المنعقد في مثل هذا اليوم من العام الماضي بعمان، بجهود المغرب في مجال الرياضة النسوية وشهادة أنيطا دوفرانتز رئيس لجنة المرأة والرياضة باللجنة الأولمبية الدولية في حق الرياضيات المغربيات، والمكانة التي خصصتها الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات في شهر أكتوبر الماضي، إلا أن واقع الحال يكشف عن وجود تراجع كبير للمرأة في مختلف الألعاب، بدءا بكرة القدم التي تراجعت عربيا ومحليا مرورا بألعاب القوى التي افتقدت في السويات شهية التتويج التي ميزت فترة المسكاوي ولعيوني والدرامي وعوام ونوال وبيدوان وواعزيز وغيرهن من البطلات، بل إن البطلات المعاقات كن نائبات عن السويات في «بديومات» التتويج في أولمبياد بكين. مرت ثلاثة أشهر عن المناظرة الوطنية للرياضة، وشهورا عن المناظرات الجهوية التي أقيمت في جهات عديدة من البلاد، دون أن نلمس على أرض الواقع تغييرا في أحوال المرأة الرياضية، فالتأهيل يخطئها والاحتراف لا يعنيها، في ظل هذا الوضع ليس لنساء الرياضة سوى الدموع والصبر.