بعد حديث متكرر عن إلغاء تصوير الفيلم التلفزيوني الجديد «المطمورة» للمخرج حسن بنجلون، الذي تنتجه القناة الأولى، وفي ظل عدم تسلم الميزانية المخصصة لإنتاج هذا العمل التلفزيوني، الذي كان من المنتظر أن يصور في شهر نونبر الماضي، أكد المخرج حسن بنجلون أن عملية التصوير ستنطلق في شهر أبريل القادم بعدما تلقى من مسؤولي الإنتاج وعودا بالإفراج عن ميزانية تنفيذ الإنتاج. وذكر بنجلون في اتصال مع «المساء» أن الاستعدادات جارية لانطلاق تصوير هذا العمل بما في ذلك الحسم في هوية الممثلين المقترحين للأدوار واختيار فضاءات التصوير بالقول: «وجبت الإشارة إلى أن ميزانية الفيلم أدرجت في ميزانية 2009 بعدما تمت الموافقة عليه في آخر السنة الماضية، وهو ما يفسر هذا التأخير في صرف الميزانية وانطلاق عملية التصوير، ونحن الآن لا ننتظر إلا مرحلة الإعلان عن بدء التصوير، لقد أشعروني بتاريخ شهر أبريل كتاريخ للتصوير، ونحن جاهزون لذلك، وهنا أؤكد أنه تم الحسم في أسماء الممثلين الذين سيشتغلون في هذا الفيلم التلفزيوني، من بينهم هشام بهلول،عزيز الحطاب، عبد المالك أخميس،عبد العزيز حخي،مريم أجدو،شكير الفضيلي، أنور، هدى عواطف وممثلون شباب ينتمون إلى فرق مسرحية في مدينة سطات، كما اخترت مناطق بالشاوية كفضاءات لتصوير هذا العمل الجديد، انسجاما مع طبيعة الكتابة. واعتبر حسن بنجلون أن هذا الفيلم يشكل التفاتة فنية رمزية للمقاومين المغاربة، من خلال تأريخ لفترات المقاومة، لاسيما في فترة الخمسينات، كما ينشد أن يحيي فترات مميزة في تاريخ المغرب، وأضاف بنجلون أن تجاربه التلفزية تأطرت بفكرة التكريم، وحاولت أن تحيي ذكرى أسماء تستحق أن نحيي ذكراها، قائلا: «بعدما حاولت من خلال فيلمي التلفزيوني الأول «للأزواج فقط» رد الاعتبار للإذاعة والفعل الإذاعي الذي تعلقت به منذ صغري، عملت في تصور شريطي الجديد «المطمورة» على تسليط الضوء على رجال كرسوا أنفسهم لخدمة القضية الوطنية ولمواجهة الاستعمار، هو ما يفرض من وجهة نظري ضرورة تكريمهم وإحياء ذكراهم التي للأسف لا يتم النظر إليها بكثير من الاهتمام». وفي رده على الأخبار التي تحدثت عن تحويل هذا العمل من فيلم سينمائي إلى شريط تلفزيوني، في علاقة بضعف الإمكانيات، نفى بنجلون جملة وتفصيلا ما تردد قائلا: «حينما يكتب المبدع نصا معينا، فهو يدرك جيدا في أي جنس فني سيصنفه،إذ إن للكتابة السينمائية خصائصها وللكتابة التلفزيونية مميزاتها، وهذا يبقى تصورا بعيدا عن حضور الإمكانيات من عدمها، ولا يتعلق بقيمة الميزانية المرصودة للعمل السينمائي والتلفزيوني». من جهة أخرى أكد المخرج حسن بنجلون أنه سيشرع قريبا في تصوير فيلمه السينمائي «منسيو التاريخ» الذي استفاد من دعم المركز السينمائي المغربي، وأضاف بنجلون قائلا: «في هذا العمل السينمائي نحاول أن نسلط الضوء على معذبي الهجرة، ونؤرخ لأناس منسيين رغم ما يعيشونه من صراعات بين الحياة والموت، هو فيلم يتأسس على فكرة الوقوف على هموم المجتمع وآلامه، ويقوم على تقريب بعض الصور المجتمعية من الجمهور المغربي، وينشد الإنصات إلى شريحة مجتمعية، ولتحقيق هذه الأهداف اخترت فضاءات مدن فاس والدارالبيضاء وبروكسيل لأنها تنسجم مع الرؤية التي تم وضعها لهذا العمل السينمائي، كما اخترت العديد من الأسماء (محمد خيي،أمين الناجي،مريم، أسماء الخمليشي..) لتجسيد أدوار هذا الفيلم السينمائي. وجدير بالإشارة إلى أن حسن بنجلون كان قد أخرج قبل سنة الفيلم السينمائي «فين ماشي يا موشي» الذي رصد فيه تاريخ اليهود في المغرب.