أثر ارتفاع التكاليف وفترة اللااستقرار، التي عرفها الفريق المسير لشركة الاتصالات «ميدتيل» في مستهل السنة الفارطة، على النتائج المالية للشركة، رغم النمو الملحوظ الذي سجل على مستوى عدد زبنائها ، والذي وصل إلى 18 في المائة. رقم معاملات الفاعل الثاني في قطاع الاتصالات وصل إلى 5.2 مليارات درهم في السنة الفارطة، محققا ارتفاعا بنسبة 5 في المائة، مقارنة بسنة 2007، وهو التطور الذي تعزوه الشركة إلى ما تعتبره أداء جيدا للأنترنيت من الجيل الثالث وفرع الأداء المسبق الذي تراهن عليه الشركة كثيرا في استراتيجيتها الجديدة شركة «ميديتيل» أكدت أن حظيرة زبنائها ارتفعت ب18 في المائة في السنة الفارطة، لتصل إلى 7.9 ملايين زبون، مما رفع حصة الشركة إلى 34.73 في المائة، وهذه النتيجة تردها الشركة إلى ما تصفه بالدينامية الجديدة للنمو في الربع الأخير من السنة الفارطة، مما أتاح لها استقطاب زبناء جدد، في ظل سياق يتسم باحتدام المنافسة. وسجلت أرباح الشركة في السنة الفارطة، حسب بلاغ يرصد نشاطها ونتائجها، تراجعا ملحوظا، حيث وصلت إلى 457 مليون درهم، بعد ما تضاعفت في2007 لتصل إلى 541 مليون درهم. علما أن النتائج قبل أداء الضرائب والاستهلاكات بلغت 2.2 مليار درهم، رغم العمليات التي أنجزتها الشركة في مجال التسويق والتواصل،.و تمكنت الشركة في السنة الفارطة من تقليص مديونتها ب1.3 مليار درهم، رغم ارتفاع استثماراتها ب38.4 في المائة. وعمدت الشركة إثر ما لاحظته من تراجع للأرباح، بفعل ارتفاع التكاليف خلال السنة الماضية، إلى صياغة مخطط انطلاق جديد، يسقط من حسابه الهاتف الثابت، ويراهن على توسيع حصة الشركة في الهاتف النقال والخدمات المقدمة للمقاولات، بحيث تعول على الرافعة التكنولوجية، التي تخول لها تنافسية أكثر في قطاع بلغ مستوى من النضج، ينذر بتراجع نموه. وكانت شركة «ميدتيل» أعلنت عن عدولها مؤقتا عن قرار دخول بورصة الدارالبيضاء، على اعتبار أن الظرفية الحالية لا تساعد على الانخراط في هكذا عملية، ثم إن الوضعية المالية للشركة، التي تتميز بتقليص حجم مديونيتها تجعلها تتمتع بوضعية مريحة، وتخول لها المضي في استثماراتها التي أعلنت عنها في مخطهها الذي ينفذه الفريق الذي يقوده المدير العام محمد المنجرة، الذي آلت إليه أمور الشركة في أبريل الماضي، وبالتالي لا تلح الحاجة من أجل اللجوء إلى البورصة، وإن كانت هذه الإمكانية ما زالت حاضرة في أجندتها. وكان المنجرة أكد في مناسبة سابقة أن الشركة تحظى بدعم المساهمين فيها،الذين مازالوا لم يجنوا منذ انخراطهم في خلق الفاعل الثاني في مجال الاتصالات، أي عائدات على استثماراتهم، مشيرا إلى أن الشركة تمكنت من تأمين هامش حرية كبير في عملها، عبر تقليص مديونتها خلال أربع سنوات، مما يعطيها نوعا من الاستقلالية التي تخول لها إنجاز استثماراتها، مشددا على أن المساهمين في الشركة لا يعولون كثيرا على عائدات مساهماتهم في «ميدتيل».