تميزت نهاية الأسبوع الماضي باعتداءات خطيرة طالت رجال شرطة بكل من مدينتي فاسوسيدي سليمان، حيث أصيب عميد شرطة بطعنات في الظهر فيما أصيب مقدم شرطة بكسور بينما تعرض رجل شرطة لاعتداء بالعصي دخل على إثره إلى قسم المستعجلات في حالة حرجة. ففي مدينة فاس اعتقلت مصالح الأمن في حي «عوينات الحجّاجْ» الشعبي في مدينة فاس، مساء يوم أول أمس السبت، فردين من عائلة واحدة، بتهمة الاعتداء على رجل أمن تم نقله في حالة وُصفت بالحرجة إلى قسم المستعجلات في المستشفى الجامعي الحسن الثاني لتلقي الإسعافات. وكان رجال شرطة بهذا الحيّ الشعبي قد أعلنوا «حالة استنفار»، وهم يطاردون متهمين بتنفيذ سرقات. وأدت محاولة اعتقال شاب بالقرب من منزل عائلته إلى دخول والده على خط «المقاومة».. وقالت المصادر إنّ مواطنا تعرّض لسرقة هاتفه المحمول وما يحمله في جيبه من أموال، أخبر رجال الشرطة عن عثوره على الدرّاجة التي استعمِلت في سرقته في حي «النرجس» المجاور، وعندما حضرت عناصر الأمن إلى عين المكان فوجئت بتدخل الأب والابن -صاحب الدراجة- في مواجهتهم، باستعمال ألفاظ نابية وإشهار سلاح أبيض واستعمال العصي في الاعتداء على عنصر أمن. وذكرت المصادر ذاتها أنّ والد الشاب قد تعرّض بدوره لإصابة في الرأس، متهما رجال الشرطة بالاعتداء عليه أثناء التدخل. وتعرّض رجل أمن لإصابات في أنحاء متفرّقة من جسده، منها كسر في اليد. وقالت المصادر إن رجل الأمن تلقى عدة ضربات بالعصي، ما أدى إلى انهيار وضعه الصحي. وتجنبا لتدهور حالته، عمدت سيارة شرطة إلى نقله إلى قسم المستعجلات دون انتظار وصول سيارة إسعاف. إلى ذلك، عاشت أطر المستشفى الإقليمي لمدينة سيدي سليمان، عصر الجمعة الماضي، لحظات من الرعب بعدما أقدم أقرباء أحد المرضى على اقتحام قسم المستعجلات، وقاموا بتخريب عدد من الممتلكات وزجاج البوابة الرئيسية للقسم، قبل أن يواجهوا بالقوة وحدة أمنية انتقلت على وجه السرعة إلى المستشفى. وأوردت المصادر ذاتها أن عملية الاقتحام جاءت بعد مواجهة بين أخوين بأحد أحياء المدينة، حيث قام أحدهما بتوجيه طعنة لأخيه في البطن مستعملا السلاح الأبيض، مما استلزم نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى، غير أن أقرباءه التحقوا بالقسم وحاولوا اقتحام المكان الذي كان يعالج فيه. وأكدت مصادرنا أن أقرباء الضحية بدؤوا في إثارة الفوضى داخل المستشفى بعدما علموا أن إصابة قريبهم تستدعي نقله إلى مستشفى الإدريسي، حيث ثاروا في وجه الطبيب الذي كان يعالج الشخص المصاب، قبل أن تتطور الأمور وتتحول إلى فوضى عارمة أثارت حالة من الذعر في صفوف الأطباء والممرضين وباقي العاملين داخل المستشفى. وبعدما حاول عدد من أطر المؤسسة إقناع أقرباء المريض بضرورة الانتظار في الخارج إلى حين استكمال العلاج الذي كان يخضع له الشخص المصاب، قام بعض أفراد العائلة بتكسير زجاج بوابة قسم المستعجلات وإلحاق أضرار ببعض الممتلكات التابعة للمؤسسة الاستشفائية. وفور علمها بالحادث، انتقلت وحدة أمنية إلى مستشفى المدينة على وجه السرعة، غير أن عناصر الأمن فوجئوا برد فعل عنيف من طرف بعض أقرباء المريض، الذين قاموا بتوجيه طعنة لعميد شرطة في الظهر وأخرى الرجل، وانهالوا على مقدم شرطة بالضرب متسببين له في كسر في اليد. وحسب مصادر «المساء»، فإن عميد الشرطة ينتظر أن يخضع لفحص ب»السكانير» لتحديد نوعية الإصابة التي تعرض لها، خاصة أن أقرباء المريض كانوا مدججين بالعصي ولم يتوانوا عن استهداف الوحدة الأمنية التي حلت بالمكان للاستماع للضحية، قبل أن تفاجأ بحالة الفوضى داخل المستشفى. واعتقلت عناصر الأمن، عقب وصول تعزيزات لفرقة الشرطة القضائية، أحد المتهمين في الاعتداء على رجلي الأمن، الذي تم وضعه رهن الحراسة النظرية في انتظار تقديمه للعدالة، فيما لازال البحث جاريا عن الآخرين بعدما لاذوا بالفرار.