بعد توالي عمليات النصب على المعتمرين في مدينة الدارالبيضاء، أوقفت المصالح الأمنية شخصا نصَب على أزيد 54 شخصا، موهما إياهم بأنه صاحب وكالة أسفار و سيُمكّنهم من أداء مَناسك العمرة. وأوضح مصدر أمنيّ أنّ الصدفة قادت إلى توقيف المتهم بعد أن حاصره ثلاثة ضحايا داخل أحد المحلات في حي الأسرة، بعد أن عثروا عليه. وأسفرت عملية تفتيش بيت المتهم عن حجز 54 جواز سفر، مرفوقا ب54 طلبَ حصول على تأشيرة أداء مناسك العمرة لأشخاص تعرّضوا لعملية النصب نفسها من طرف المتهم، إضافة إلى ثلاث نسخ لثلاثة جوازات سفر وثلاث نسخ أخرى لثلاثة طلبات حصول على تأشيرات العمرة. وأكد المصدر ذاته أنه تم اقتياد المتهم، رفقة الضحايا الثلاثة، وإحالتهم على الشرطة القضائية لعين الشقّ، التي باشرت على الفور تحرّياتها وأبحاثها بالاستماع في البداية إلى الضحايا الذين كشفوا تعرضهم لعملية نصب من طرف الموقوف، الذي سبق له أن وعدهم بالقيام بجميع الإجراءات القانونية لدى المصالح المختصّة حتى يتمكنوا من أداء مناسك العمرة بمناسبة شهر رمضان، غير أنه بمجرّد ما تسلم الوثائق الضرورية، والمتمثلة في جوازات سفرهم وطلبات الحصول على التأشيرة، إضافة إلى مبالغ 60.000 و22.000 و29.000 درهم، اختفى عن الأنظار وظلّ على ذلك الحال إلى حين تربّصهم به ومحاصرته داخل المحل المشار إليه أعلاه، والذي تبين بالبحث مع الجاني أنه كان يستغله كوكالة أسفار من أجل الإيقاع بضحاياه ممن يرغبون في أداء مناسك العمرة برسم السنة الجارية. وأشار المصدر ذاته إلى أنه قبل الاستماع إلى المتهم، وفي سياق البحث، قامت عناصر فرقة الشرطة القضائية بتنقيط الموقوف، ليتبيّن لها أنه موضوع مذكرة بحث حديثة جارٍ بموجبها البحث عنه من أجل النصب والاحتيال، مضيفا أنّ هذا الأخير أوضح أنه نفّذ عمليات النصب تلك بإيهام الضحايا بأنه صاحب وكالة أسفار وأنه سيُسهّل عملية حصولهم على تأشيرات أداء مناسك العمرة، وقد تسلم منهم مَبالغ مالية متفاوتة وحاول الاختفاء عن الأنظار إلى أن حاصره المشار إليهم أولا.