على غير عادته، وجه حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، مدفعيته صوب حزب الأصالة والمعاصرة، معتبرا إياه «حزبا إداريا شكل نكبة سياسية في تاريخ المشهد السياسي المغربي». وقال شباط، في سياق استعراضه للمشاكل التي واجهت حكومة عباس الفاسي، إن «الأصالة والمعاصرة» عرقل حكومة الفاسي وخلق لها متاعب كثيرة؛ وأبرز في هذا الصدد أن «البام» «حزب خلقته الإدارة وكان حزبا أغلبيا يحاول الهيمنة على المشهد السياسي قبل «الخريف العربي»، إلا أن الأمور تغيرت حاليا، مضيفا أن حزب الاستقلال كان له الفضل في التصدي لهذا المد الذي كاد يعصف بالكل». ولم يتوقف شباط عند هذا الحد بل واصل هجومه على حزب الأصالة والمعاصرة قائلا، في لقاء نظمه حزبه مساء أول أمس الاثنين بالرباط: «هؤلاء الأشخاص المسؤولون عن حزب الأصالة والمعاصرة كانوا يريدون تونسة المغرب لأنهم كانوا مولوعين بهذه التجربة، بمعنى أنهم كانوا يريدون التضحية بالديمقراطية، لكن حزب الاستقلال واجههم في تلك اللحظة حماية للمصلحة العليا للوطن». وعاد شباط إلى لغته المعهودة، حيث هاجم عبد الإله بنكيران بلهجة غير مسبوقة واصفا إياه ب»الكذاب على الشعب والمنافق ورئيس الحكومة الأضعف في تاريخ المغرب». وأشار شباط إلى أن بنكيران «هرول ليستجدي مزوار إنقاذ حكومته من الانهيار، إذ بدا واضحا في جنازة أقيمت بسلا أن «بنكيران كينقز على مزوار لإنقاذ أقليته الحكومية»»، متسائلا في السياق نفسه: «ألم يكن بنكيران ينعت التجمع الوطني للأحرار بكونه حزبا فاسدا وبكونه المسؤول عن فشل الحكومة السابقة؟». وواصل شباط، في اليوم الأول لقبول استقالات وزراء حزبه من مهامهم الحكومية من لدن الملك، هجومه على بنكيران بالقول إنه لم يرق بعد إلى مستوى رجل الدولة ومازالت حركة التوحيد والإصلاح تسكنه ولا يقيم فرقا بين تدبير الشأن العام والجانب الدعوي «وكيتبع الكلام ديال شي ناس لا علاقة لهم بالعمل السياسي»، معتبرا أن «حكومة بنكيران مارست النصب والاحتيال على المواطنين المغاربة ولم تقم بشيء سوى أنها رفعت من نسبة الضرائب وأمعنت في تعذيب الطبقة المتوسطة وخفضت من وزن البوطا».. وفجر شباط قنبلة من العيار الثقيل حينما اتهم وزراء العدالة والتنمية بكونهم يستغلون زياراتهم للخارج من أجل افتتاح فروع للحزب «وقد علمنا بأن الحزب اقتنى مقرا في باريس بعشرة ملايير سنتيم، لأنهم لا يفكرون في المرحلة الحالية ولا في الشعب بل يفكرون في المرحلة المقبلة، ومستقبل هذه البلاد غامض في ظل وجود هذا الحزب». وأوضح شباط أن حزب الاستقلال ظل، طوال 8 أشهر، يقدم النصح ويحذر «البيجيدي» من مغبة «خونجة الإدارة» و»الإخلال بالتوازنات الاقتصادية»، «لكن بنكيران رجل لا يسمع ولا ينصت وكل ما يعرفه في حياته هو لغة التماسيح والعفاريت. وبالمناسبة، فهذه الحيوانات ليس لها وجود إلا في مخيلة رئيس الحكومة». ولم يسلم عبد العزيز أفتاتي وعبد الله بوانو من هجمات شباط، حيث وجه إليهما انتقادات لاذعة بشأن تسيير المدن، موضحا في ذات المنحى: «داك بوانو اللي كايهدر ديما، راه كيقيّل عند قاضي التحقيق؛ أما أفتاتي نهار تكون عندو الفانيدة يغازلنا ونهار تسالي ليه يبدا يهاجمنا»، مفاجئا الجميع بقوله «إيلا تجبدو ملفات الفساد ثُلث أعضاء البيجيدي يمشيو لْحبس».