يعرض الفنان عبد الله الديباجي بقاعة فاندوك بالرباط آخر أعماله التشكيلية التي يقول عنها عبد الكبير خطيبي معلقا: «يبدو أن الديباجي يعمل على الفضاء الخالي للمدينة من خلال جدرانها وأبوابها ونوافذها..وخلف هذا التمثل الهندسي المجرد، يسائل الرسام اللون بنبرة فاترة لكن تم قياسها جيدا وضبط إيقاعها بشكل تصاعدي تكشف عنه تلك اللمسات الوجدانية الخفية لكنها بالمقابل محسوسة». من جانبه، يرى بنحمزة أن عبد الله ديباجي ركز اهتمامه دائما بحضور الطابع الحضري في ممارسته التشكيلية، وينجح في رسم المدينة المغربية من خلال الغوص في مخيالها المدني. يلتقط ديباجي حسب بنحمزة صدى أصوات وحركات المدينة وضوءها، ويعدد الزوايا ويطغي عليها لمسة فرجوية..يعتبر بنحمزة أن ديباجي يرصد اهتمامات التجمعات الإنسانية في بعدها الاجتماعي مستفيدا من دقة ملاحظاته، تجعل منه صوتا بليغا ومميزا في المشهد الفني المغربي. وامتدادا لحضور المدينة في أعمال ديباجي، تقول اليسيا سيليريي إن الرسام المغربي يجعل المدينة تنقل شائعاتها وأضواءها بإبراز الإنسان واستحضار اهتماماته بشكل يكشف الوجه الآخر للحقيقة التي تستمد وجودها من الواقع اليومي. يستعمل ديباجي حسب أليسيا تشكيلة ألوان قوية، تارة قوية وتارة أخرى حية وناعمة تجعل من لوحته أثرا فنيا يفرض نفسه بقوة. ويعتبر الديباجي صاحب أسلوب فني خاص في الرسم، ويهتم أساسا برسم مفردات المكان، من أبواب ونوافذ ضمن أفق تجريدي مهيمن، كما تتميز ألوانه بسيادة الألوان الحارة التي تمنح لعمله الفني طابعها الحيوي والحركي. وقد أقام الديباجي عددا من المعارض الفنية خلال مسيرته، سواء في الرباط أو الدارالبيضاء أو الجديدة حيث يقيم، أو في الخارج، وقد تناول أعماله نقاد الفن ، كما توجد أعماله ضمن مقتنيات متحفية.