اتخذ الصراع الدائر بين سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة بالقنيطرة، صباح أمس، منحى خطيرا، تطور إلى مطاردات واشتباكات و مواجهات على طول الشارع الرئيسي للمدينة، استدعى تدخل مصالح الأمن. وانتفض العديد من سائقي سيارة الأجرة الصنف الثاني، في اليوم نفسه، ضد استمرار استغلال «الطاكسيات» الكبيرة للخطوط الموجودة في نفوذ المدار الحضري، حيث قام بعضهم باعتراض هذه المركبات، وسط المدينة، ومنعها من مواصلة سيرها إلى حين قدوم رجال الشرطة لتسجيل ما وصفوها بالخروقات الفظيعة التي يرتكبها السائقون المخالفون. وأسفرت بعض تلك الاشتباكات عن إصابة مصطفى إكرام، رئيس الفيدرالية الوطنية لمهنيي النقل، بجروح متفاوتة الخطورة، بعد دهسه من طرف سائق سيارة أجرة كبيرة بعدما حاول هذا الأخير الإفلات من قبضة محاصريه. كما تسببت الأحداث نفسها في وقوع ارتباك ملحوظ في حركة السير. ونُقل المسؤول النقابي على متن سيارة إسعاف إلى قسم المستعجلات بالمركب الجهوي الاستشفائي، وسط احتجاجات واستياء عارمين لمهنيي قطاع سيارات الأجرة الصغيرة، الذين صبوا جام غضبهم على السلطات الأمنية لعدم تدخلها لحماية القانون ولما أسموها الانتهاكات المتواصلة لمجموعة من سائقي «الطاكسيات» الكبيرة. وتأتي هذا الأحداث ساعات قليلة بعد عقد اجتماع موسع بمقر باشوية المدينة، ضم كافة الفرقاء النقابيين للقطاع، بحضور مسؤولين أمنيين ورجال السلطة المحلية، لدراسة المشاكل المطروحة والاتفاق على أجندة واضحة للاستجابة للملف المطلبي للمهنيين. وكان مقررا أن يخوض سائقو «الطاكسيات» الصغيرة وقفة احتجاجية أمام المركز الأمني للتنقيط، لعدم مبادرة السلطات إلى تفعيل القرار العاملي 66 الصادر عن ادريس الخزاني، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، في 26 يونيو من السنة المنصرمة، بشأن تنظيم تحركات سيارات الأجرة الكبيرة بالمدار الحضري للمدينة نفسها. وكشف مصدر مطلع أن الوقفة تقرر تأجيلها من طرف المكتب النقابي لسيارات الأجرة الصغيرة، المنضوي تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، بعدما وعدت السلطات ممثليه بالتدخل العاجل، عبر قنوات الحوار، لحل القضايا العالقة.