الكرز أو كما نسميه نحن المغاربة بحب الملوك، قد يكون لهذا الاسم ارتباط بثمنه المرتفع نسبيا أو بشكله ولونه الجذاب، وهناك من ذهب لأبعد من ذلك، فربط هذا الاسم بقدرته الكبيرة على الوقاية من مرض النقرس، وهو ما يطلق عليه كذلك داء الملوك. و بالفعل فللكرز فوائد قوية في تخفيف آلام المفاصل، بل هو أفضل الفواكه على الإطلاق لإذابة حمض اليوريك وتخفيف أعراض داء النقرس (حمض اليوريك هو المؤشر الأول الذي نعتمده في المختبر لتأكيد إصابة المريض بالنقرس) ف20 حبة من ثمار الكرز تؤمن مقدار 25 مليغراما من مادة الأنثوسيانين، التي تساهم في تثبيط عمل الأنزيمات المثيرة لعملية التهابات الأنسجة. كما تساهم في بناء الكولاجين والألياف في الجسم، وخاصة في الغضاريف وأربطة المفاصل، وبالتالي فقدرة الكرز على الوقاية وعلى تخفيف المرض أقوى من التين. كما يحتوي كذلك على الكيرستين، وهو من الفلافونويدات المضادة للالتهابات. من مركباته المضادة للأكسدة كذلك مادة الميلاتونين، التي توجد بوفرة في الكرز في هيئة يستطيع الجسم امتصاصها وبكمية كافية تساعده على النوم وتحسن حالته النفسية، وهو نفس الهرمون، الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ، ومهمته برمجة الساعة البيولوجية وتنظيم النوم والاستيقاظ . الكرز فاكهة الجسم الرشيق، فالحبة الواحدة لا تحتوي إلا على خمس سعرات حرارية، وهو غني بالماء والألياف التي تحفز عمل الأمعاء، فضلا عن كمية فيتامين C المهمة به والبيتاكاروتين والثيامين والبوتاسيوم، الذي يعطيه خاصية الفاكهة المدرة للبول والفوسفور والحديد. نصيحتنا عندما نصاب بالألم أو المرض، فذلك تنبيه من الجسم إلى وجود غذاء خاطئ وحياة خاطئة وأكبر الأخطاء التي نقع فيها تسكين المرض بالدواء ونسيان تصحيح الخطأ الجذري، الذي ارتكبناه في حق أجسادنا.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية