يصف هشام ساطع، أخصائي أمراض المفاصل والروماتيزم والعظام والعمود الفقري، مرض النقرس (GOUT) بالمرض البسيط والصعب، في نفس الوقت، ويقدم مجموعة من النصائح للمرضى المصابين بهذا المرض. -ما هو التعريف الطبي لمرض النقرس؟ مرض النقرس، والذي كان يسمى قديما «مرض الملوك»، هو نوع من التهاب المفاصل، يظهر لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة حامض «اليوريك» في الدم، مؤديا إلى ترسب بلورات هذا الحمض في المفاصل، وبالتالي إلى التهابات حادة، ومن ثم مزمنة. كما تترسب هذه البلورات في الكلي، مؤدية إلى حصوات متكررة، وفي بعض الأحيان، إلى قصور كلوي. -هل معنى هذا أن النقرس له أضرار خطيرة على الكلي؟ -في الأحوال الطبيعية، تتم معالجة حمض «البوليك» بواسطة الكليتين، حيث يتم إخراجه مع البول، غير أنه إذا أنتج الجسم كميات من حمض «البوليك» تفوق قدرة الكليتين على معالجتهما أو كانت الكليتان لا تؤديان وظيفتهما على أكمل وجه، فإن التوازن يختل، حيث يتراكم حمض «البوليك» في المفاصل ويعمل على تهييج وإلهاب الغشاء المفصلي والأنسجة الأخرى المجاورة، مما يسبب الألم والاحمرار والسخونة والتورم في المفصل، وخاصة قدم أصبغ القدم الأكبر، حيث يظهر الألم ويختفي ثم يعود مرة ثانية وثالثة. -من هم الأكثر إصابة بهذا المرض: الرجال أم النساء؟ -يصيب النقرس الرجال أكثر من النساء، وخاصة الرجال ما بين سني ال30 وال50. -كيف يتم تشخيص المرض؟ -يتم التشخيص من خلال إجراء تحليل معملي للكشف عن زيادة نسبة حمض «البوليك» في الدم، ولو أن ارتفاع معدل حمض «البوليك» في الدم لا يعني في كل الأحوال الإصابة بمرض النقرس. -ما هي أنواع العلاجات المقترحة؟ -يعطي الطبيب لمريض النقرس مضادات الألم لمدة 10 أيام ثم العلاج الأساسي، ويعتمد على دواء متوفر في السوق المغربي حاليا وهو دواء الألوبيورينول، الذي يصاحبه دواء الكولشيسين، المضاد للالتهاب، وهناك اعتقاد خاطئ لدى المريض الذي يعتقد أن هذا المضاد كفيل بعلاجه، فيعمد إلى تناوله دون وصفة طبية، وهو يخفف الألم، لكن رغم تناوله وحده، فإن تلك الحصوات تتجمع وتؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. -هل يعني هذا أن إهمال علاج مرض النقرس يشكل خطورة على المريض؟ -أحب أن أشير إلى أن الكثير من المرضى يستخفون بمرض النقرس، الذي أعتبره مرضا بسيطا لكنه صعب إن تم إهمال علاجه، حيث يؤدي ذلك إلى فشل كلوي في أسوأ الأحوال وأيضا إلى تشوه المفاصل، الذي لا علاج له، وأيضا إلى ظهور بثور على الجلد، وخاصة المرافق ومنطقة الأذن. -ما هو الريجيم الغذائي لمرضى النقرس؟ -أولا، الامتناع عن تناول اللحوم الحمراء بجميع أنواعها، الإقلاع تماما عن المشروبات الكحولية، والابتعاد عن تناول بعض أنواع القطنيات والفواكه الجافة والبيض، مع الحركة والمحافظة على الوزن المثالي. -أهمية ابتعاد مرضى النقرس عن الكحول واللحوم الحمراء واللحوم البحرية، لاحتوائها على كميات كبيرة من حمض اليوريك الضار، أما بالنسبة إلى الألبان ومنتجات الألبان، فقد كانت مفيدة لهذا المرض، وبالنسبة إلى البقوليات فلا بأس من تناولها، لكنْ باعتدال. وقد أصبح بالإمكان التعايش بسهولة مع مرض النقرس، من خلال الانتظام على العلاج الدوائي اليومي وعلى الحمية الغذائية.