وجه القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي، انتقادات لاذعة إلى ما أسماه «دولة القراصنة» التي «تأكل الضعفاء»، وذلك في معرض حديثه، في لقاء تواصلي نظمته شبيبة حزبه في نادي مركب الحرية بمدينة فاس، مساء أول أمس الأحد، حول مخلفات الحكومات السابقة في تدبير الشأن العام. وقال إن الحكومات السابقة كانت تدعم الأغنياء من أموال من المفترض أن توجه لدعم الفقراء. ووسط دعوات لنشطاء من حزب العدالة والتنمية ب«العودة إلى الشارع وإعادة إحياء الحراك الشعبي»، اعتبر أفتاتي بأن الإصلاحات التي يقودها حزب «المصباح» في الحكومة الحالية ترمي إلى تحقيق ما أسماه ب«العدالة الاجتماعية». واستعان البرلماني أفتاتي الذي قدم أثناء اللقاء على أنه «صقر» من «صقور» حزب «المصباح»، في رسائل مشفرة، بعدد من مؤلفات رجالات الحركة الوطنية المختار السوسي وعلال الفاسي وعبد الله ابراهيم والمهدي بنبركة، والفقيه البصري..، للحديث عن «الأخلاق والعلم في السياسة». وقال إن السياسة أصبحت اليوم في المغرب تمارس بدون علم وبدون أخلاق، وأضاف في معرض آخر بأن السياسة تمارس عن طريق «الكوبوي». وبالرغم من أن جل الرسائل كانت غير مباشرة، ولم يذكر طيلة اللقاء أي حزب بالإسم، فإن جل الرسائل المشفرة كانت موجهة بالدرجة الأولى إلى حزب الاستقلال الذي شن أمينه العام، حميد شباط، انتقادات ضد حكومة بنكيران. واستعمال أفتاتي عبارة «الحجرة في السباط» للإشارة إلى جوهر الأزمة الحالية بين الاستقلال والعدالة والتنمية. وقلل من حدة الأزمة التي يواجهها حزب العدالة والتنمية في ظل تهديدات لحزب الاستقلال بالانسحاب من الحكومة بعد قرار مجلسه الوطني، واستعان بعنوان كتاب «صمود وسط الإعصار» لعبد الله ابراهيم. ونعت الوضعية التي يمر منها المغرب حاليا ب«الوضعية الهجينة» من الناحية السياسية، مشيرا في رده على قرار حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة، بأنه «قد تم إقحام المؤسسة الملكية فيما لا ينبغي أن تقحم فيه»، في معرض احتكام حزب الاستقلال إلى الفصل 42 من الدستور الجديد، عوض الفصل 47 منه. كما استعان بوثيقة الاختيار الثوري للمهدي بنبركة، وقال إن الراحل بنبركة تحدث في هذه الوثيقة في الستينيات من القرن الماضي على أن الإشكال السياسي في المغرب آنذاك هو «جوهر السلطة»، وهو نفسه ما تحدث عنه عبد الرحمان اليوسفي في سنة 2003، يورد أفتاتي، قبل أن يشير إلى أن هناك «محاولة انقلاب على الفرصة الثالثة للمغرب الحديث للإنعتاق من الأوضاع الصعبة»، و»محاولة تضبيب الصورة» و«تلطيخ الزجاج». واتهم أفتاتي، في معرض توجيه رسائل مشفرة إلى حزب «الوردة» هذا الأخير ب«الاصطفاف» وراء حزب الأصالة والمعاصرة، في محاولة لعدم عزل حزب «الجرار»، ومعه حزب التجمع الوطني للأحرار الذي نعت أحد قيادييه ب«مول البريمات»، في إشارة إلى قضية التعويضات التي لا زالت مثيرة للجدل. وبالرغم من أن «محنة» حزب «المصباح» و«صموده وسط الإعصار» كانت حاضرة بقوة في مداخلة البرلماني عن الجهة الشرقية، إلا أن ذلك لم يمنعه من القول بأن الساحة السياسية اليوم «يوجد فيها حزب العدالة والتنمية، وما تبقى من الأحزاب»، يقول أفتاتي دون تردد، قبل أن يواصل التأكيد على أن الانتقال الديمقراطي في دول جنوب أوربا تطلب وجود قناعة سياسية لدى الطبقة السياسية، ودام لسنوات، في حين أن في المغرب هناك من لا يريد الإصلاح.