ازدادت وضعية حزب الاستقلال التباسا وغموضا بعد دخول الأزمة الحكومية أسبوعها الرابع، إثر اتخاذ الحزب الذي يقوده حميد شباط قرارا بالانسحاب من حكومة عبد الإله بنكيران. وإذا كان الموقف السياسي الذي أنتج في تلك اللحظة قد بدا قويا ومثيرا، فإنه، كحدث، بدأ يفقد وهجه مع مرور الوقت ومع توالي التصريحات التي يطلقها شباط من إقليم إلى آخر في تجمعاته التي نظمها من أجل التعبئة لموقف الاستقلال. وجه السخرية الكبير أن هذا الموقف السياسي تحول من عصا مسلطة على رقبة بنكيران إلى حبل يلتفُّ حول عنق شباط وإلى «انتحار سياسي» لزعيم الاستقلال الجديد، الذي بدأ منذ الآن يتحسس رقبته، بعد أن راجت أخبار عن إقدام البنية العميقة داخل حزب الاستقلال على تدارس وضعية الحزب على ضوء موقف الانسحاب وما خلفه من أثر سياسي سيئ على موقع الاستقلال في موازين القوى في الساحة السياسية المغربية، حتى إن اتجاها يدفع نحو اتخاذ حلّ جذري يكمن في الإقدام على عزل الأمين العام الجديد، كإجراء يتخذ لأول مرة في تاريخ حزب علال الفاسي. وفي كل الأحوال، فإن حزب الاستقلال يوجد، اليوم، في موقف صعب، لأن موقف الانسحاب لم يستثمر جيدا، وغطت عليه الملاسنات والحروب الكلامية والألفاظ السوقية؛ وعوض أن يحرك راكد الحياة السياسية في البلاد، زاغ عن السكة بأن أصبح موقف الانسحاب مغامرة غير محسوبة العواقب، وتحول موقع حزب الاستقلال إلى ما يشبه موقع تلك المرأة «المعلقة.. ما هي مزوجة ما هي مطلقة».