أحيانا، تجد الأم صعوبة كبيرة في التعامل مع طفلها، وخاصة حين بلوغه الخامسة من عمره، لأنّ الطفل في هذه السنّ يكون من الصّعب إرضاؤه أو إشغاله بأي شيء، ويُصرّ على الاحتفاظ باهتمام أمه بصورة تمنعها من أداء الكثير من واجباتها والتزاماتها في حياتها، لاسيما إن كانت تعمل خارج البيت. من أجل معرفة الطرُق الصحيحة التي يجب على الأم العمل بها بغية التكيف مع طفلها في هذا السنّ الحرجة من مرحلة الطفولة، قمنا باستشارة أمينة دومار (أستاذة في السلك الثانوي في الدارالبيضاء ومهتمّة بالشأن التربوي) حيث أكدت في معرض حديثها عن الموضوع أن على الأم، لكي تتمكن من أداء مسئولياتها المنزلية وعملها في آن، أن تفكر في أساليب مُبتكَرة من أجل جعل طفلها منشغلا وسعيدا في الوقت نفسه، بوصف هذه المهمّة ليست بالسهلة، وإنما تحتاج إلى تفكير مستمرّ وإلى تجَدُّد في الأفكار، لأنّ الطفل في هذه السن سرعان ما يشعر بالمَلل.. وقد يكتشف أنّ أمه تحاول إلهاءه لكي يتوقف عن ملاحقتها.. مما يجعله يُصرّ على العناد ويرفض كل ما يقدَّم إليه من أفكار، حتى لو كانت تعجبه. الطفل في سن الخامسة، رغم أنه يكون مرِحاً ولطيفا ومثيرا للضّحك في حركاته وتصرفاته ومحاولاته، للتعرف على الحياة من حوله، فإنّه في الوقت نفسه، قد يكون مُزعجا وسببا في الكثير من «المشاكل».. وتتّسم هذه السن -وفق دومار دائما- بالخطورة إذا لم تستغلَّها الأم بإكساب الطفل مَهارات مُتعدّدة وتعلّمه أمورا كثيرة. وفي الشأن ذاته، تقدم المهتمة بالشأن التربوي مجموعة من النصائح للأمهات، لخّصتها في ما يلي: -يمكن للأم أن تحاول شغل وقت طفلها في سنّ الخامسة، بممارسة بعض الرياضات المُحبَّبة لديه، وزيارة الجيران والأصدقاء الموثوق في أخلاقهم، والسماح للطفل بأن يدعو بعض أصدقائه وأبناء جيرانه إلى المنزل لقضاء وقت ممتع، ويمكنه مشاهدة التلفزيون لمتابعة أفلام الرّسوم المتحركة الهادفة.. -لا بدّ أن تكون الأم على دراية بالسمات الأولية التي تبدأ في الظهور على شخصية الطفل رغم سنه المبكرة، لأنّ فهم الأم طفلَها والتعرّف على ميوله وجلّ ما يجلب السعادة إلى قلبه من شأنه أن يوفر عليها وقتا طويلا في البحث عن الأساليب والمجالات التي يمكن أن تشغل بها وقت فراغ الطفل بشكل يعود عليه بالنفع.. -من الضروري للأم أن تعتمد على أسلوب التجربة، للتمكن من معرفة شخصية طفلها، من خلال الانتباه إلى كل ما يجذب انتباهه من أمور، وأيضا تتبع خطواته وملاحظتها من أجل ربط العلاقة بين الأمور التي تثير انتباهَه وتشغله، لتتمكن الأم من تطويرها بصورة أكبرَ وتنجح في جعل مثل هذه الأمور أكثر جذباً له، كما يمكن للأم -وفق دومار- اللجوء إلى الحيوانات الأليفة من أجل أن يستمتع الطفل بها، بأن تُحضر له حوضا لأسماك الزّينة أو قفصا للعصافير، مثلا. ولا تنسي الجانب التثقيفي للطفل، باصطحابه إلى المكتبات وتمكينه من حريته في اختيار بعض القصص الملونة الجميلة، وأيضا بجعله يتعرّف على الحاسوب ويتعامل معه بدون «قلق»، ويستكشف بعض البرامج والألعاب المناسِبة لسنه.