تم اختيارها من بين أربع باحثات حاصلات على شواهد دكتوراه علمية في المراحل التمهيدية، واستطاعت أن تكون من بين 15 باحثة في المجال العلميّ، على الصعيد العالمي، اللواتي وقع عليهن الاختيار في الطور الأخير، ف مقر جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس، من طرف لجنة علمية عالمية، ترأسها العالِم المصريّ الحاصل على جائزة نوبل، أحمد زويل.. أي أنه من ضمن 15 بلدا من مختلف القارات، تم اختيار المغرب ليكون من بين البلدان التي حصلت باحثات منها على منحة لوريال -يونسكو» في شخص بنعيمة أبطوي. لم يكن المسار الذي أوصل نعيمة أبطوي إلى نيل هذه المنحة الدولية مجرّد مصادفة، بل جاء تتويجاً لمسار حافل بالشواهد والدّبلومات الجامعية، فهي حاصلة على شهادة الإجازة في البيولوجيا من كلية العلوم التابعة لجامعة تطوان، ثم على ماستر في «Biotechnologie alimentation et santé»، ثم على دكتوراه في العلوم، من كلية الصيدلة في جامعة غرناطة الإسبانية -تخصص علم الجراثيم. لم تجد نعيمة أبطوي صعوبة في الاندماج سريعا في محيطها العلمي في غرناطة، لإتقانها اللغة الإسبانية اولا، وثانيا لطموحها الكبيرة الذي خوّل لها المشاركة في مشاريع دولية بين المغرب وإسبانيا بتمويل من الشركة الإسبانية للتعاون الدولي. كما حصلت على منحة مكلية ستراسبوغ في فرنسا، دون أن ننسى أن مقالاتها التي نُشِرت في أهمّ المجلات العلمية الدولية. تقول نعيمة: «العلم ليس له دين أو جنسية.. المهمّ أن يُظهر الشخص مقدراته وسيحظى بالاهتمام». وعن حصولها عن المنحة قالت: «حصولي على هذه المنحة فخرٌ للمغرب، الذي أمثله على الصعيد الدولي، وأشعرَني بالفرحة لأنه سيمَكّنني من متابعة أبحاثي بخصوص مرض يهمّ الساكنة، وأصبح مشكلا حقيقيا جعل وزارة الصحية تخصص برامج وطنية تحسيسية». البحث الذي ستنجزه نعيمة بعد المنحة، التي سلمت لها في باريس، بحضور جون بول أكون، الرئيس المدير العام لمجموعة «لوريال»، وإيرينا بوكوفا، المديرة العامة ل»إنيسكو»، هو علم الجراثيم، وتحديدا مرض الليشمانيا، وسيكون تحت عنوان: «الحدّ من الليشمانيا الجلديّ». ولمن لا يعرف مرض الليشمانيا فهو مرض يُسبّب تشوهات وآفات جلدية وتضخّما في الكبد. وقد تكون الإصابة قاتلة إنْ لم يُعالَج.. وتتأثر ساكنة الريف والحسيمة، وخاصة النساء والأطفال في المغرب، بهذا المرض، الذي ينتشر كل سنة، وستجري نعيمة أبطوي أبحاثا كثيرة، سواء في مختبر كلية العلوم، التابع لجامعة عبد المالك السعدي، أو أبحاثا مخبرية وعلى أرض الواقع، في كل من برشيد، بوسكورة والبروج، لتحديد العوامل البيئية والاجتماعية التي قد تسهّل انتشار المرض. وقد تساعد نتائج الأبحاث النهائية ل»نعيمة» في تجنيب الملايين هذا المرض القاتل. سيتم تقسيم المنحة التي حصلت عليها نعيمة أبطوي على سنتين، السنة الأولى ستخصص للاشتغال على حاملي المرض، بشراكة مع وزارة الصحة المغربية، حيث سيتم إبلاغها عن ظهور أي حالة جديدة للقيام بحملات تحسيسية عن كيفية تجنب المرض، العلاج وتحسيس الأهالي.. في السنة الموالية، سيتم تخصيص الأبحاث لتطوير العلاج بشراكة مع كلية الصيدلة في كل من غرناطة والدار البيضاء. تؤكد نعيمة أبطوي أنها تنقل كل بعد اكتساب من الخبرة والتجربة إلى وطنها المغرب، مضيفة أنها مستمرّة في البحث العملي لاكتشاف مُسجَدّات هذا الميدان، ومساعدة الأجيال القادمة لكي يعملوا -بدورهم- على تطوير الأبحاث بهذا الخصوص.