يشارك «منتدى مغرب الأمل للثقافة والتنمية و الإبداع» بتازة (المغرب) في برنامج أنشطة ثقافية وفنية، تنظمها جمعية «FDIK» (الجمعية الدانماركية العالمية للاندماج الثقافي) ببلدية «ألبرتسلوند Albertslund»، التابعة لمدينة «كوبنهاغن»، بمعرض فني جماعي بعنوان «ألوان المغرب» لأربعة فنانين تشكيليين ومبدعين مغاربة تتوزع أعمالهم الفنية ما بين التصوير الصباغي والأنفوغرافيا، وهم: «عادل الزبادي» و»محمد خمروش» و«عماد المنيعي» في التصوير الصباغي. و»بوجمعة العوفي» في الأنفوغرافيا، وذلك في الفترة الممتدة من 20 إلى 30 ماي 2013. والجدير بالذكر أن حضور ومشاركة هؤلاء الفنانين والمبدعين المغاربة في هاته التظاهرة الفنية والثقافية الدولية، تأتي ضمن التأسيس لمشروع شراكة وتنسيق وتبادل ثقافي وفني وتنموي دائم بين جمعية «FDIK» التي ترأسها الفاعلة الجمعوية الدانماركية (من أصل مغربي) «حكيمة لسحم لخريصي» و»منتدى مغرب الأمل للثقافة والتنمية والإبداع» بمدينة بتازة. تتوزع الأعمال الفنية الحاضرة في هذا المعرض (ألوان المغرب) ما بين التصوير الصباغي (عادل الزبادي، محمد خمروش وعماد المنيعي ) والأنفوغرافيا (بوجمعة العوفي)، حيث تنطلق كل تجربة تشكيلية هنا – سواء في التصوير الصباغي أو في الأنفوغرافيا – من رؤيتها الجمالية وصيغتها التعبيرية الخاصة بها وبعناصرها التدليلية. إذ تحاول كل من هاته التجارب الفنية الأربعة أن تجنح بالتعبير التشكيلي نحو أفق مُلوَّن ودال، يترجم أيضا ومن دون شك كل هاته الاختيارات الجمالية في الأسلوب واللون والتقنية بالنسبة لكل فنان. ويختار الفنان «عادل الزبادي» الاشتغال المكثف على عنصر اللون وعلى ثراء المخزون البصري لتراث المغرب وثقافته. فهو يعمل على أن تكون ألوانه حارة وغنائية وسط حضور لافت لعناصر تشكيلية (وجوه ورموز وعلامات) تعلن أو بالأحرى تشير بشكل واضح إلى انتمائها إلى ثقافة الأصل، وتغلغلها في ذاكرة الفنان وانتمائه الثقافي إلى المغرب (بلد المولد والجذور). في حين ينجز الفنان «محمد خمروش» لوحاته الموضوعاتية بنوع من الإيقاعية التي تطبعها الحركة (حركة الجسد الراقص) والموسيقى. وذلك كله من خلال حضور تعبيرات صادمة وشفافة للجسد الأنثوي، المطبوع بتجلياته الأولى في بعض الأعمال بالحركية وبنوع من «العُرية» أو الجسد العاري، الخاضع، في ترسيمه، للكثير من الإزاحات الشكلية والتشكيل الهندسي. كما لا تبتعد الأعمال الصباغية للفنان «عماد المنيعي» كثيرا عن التقاليد التصويرية للمغرب (بلد النشأة والانتماء)، حيث لا تستطيع أعمال هذا الفنان هنا إخفاء دهشتها وانبهارها بأمكنة الطفولة ومراتعها الجميلة، بسماواتها وأزقتها التي ستظل تشكل ذلك الملاذ الممكن والأليف للفنان ولذاكرته الاستيعادية. أما بالنسبة لأعمال العوفي الفنية الحاضرة في هذا المعرض، والمصممة بواسطة تقنية الأنفوغرافيا، فهي مشدودة إلى نوع من التجاور أو التزاوج الممكن بين الشعر والتشكيل، حيث تختار هاته الأعمال بدورها الإقامة في الأفق الخصب للون والضوء وتعبيراتهما الخلاقة، لكن بتقنيات وأساليب وعناصر أخرى تتشكل إضافة إلى اللون والضوء من العلامة اللغوية (الشذرة الشعرية)، وذلك كله من أجل إنتاج دلالة مزدوجة (دلالة العلامة التشكيلية/التصويرية ودلالة الكلمة)، ثم لترسل أو لتقدم لمتلقيها رسالة معينة في آخر المطاف.