تخليدا لليوم العالمي لمرض السيلياك، نظمت السبت الماضي الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الجلوتين « أمياك» بالبيضاء، اليوم الوطني الأول لمرض السيلياك، بهدف توعية و تحسيس المرضى بخطورة هذا المرض، المعروف بحساسية الجلوتين الموجودة في كثير من حبوب القمح، الشعير والشوفان وغيرها من المواد الغذائية والأدوية. وعرفت جميلة الشريف الإدريسي (الكاتبة العامة للجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الجلوتين بالبيضاء) مرض السيلياك والذي قد يدعوه البعض ب«حساسية القمح» بكونه مرضا مناعيا ينتج عن مهاجمة الأمعاء الدقيقة من طرف جهاز المناعة، ويؤدي إلى ضمور وتلف أهداب الامتصاص المبطنة للأمعاء الدقيقة، وبالتالي ضعف أو توقف امتصاص الغذاء والمعادن والفيتامينات المهمة لجسم الإنسان، بسبب الحساسية ضد مادة الجلوتين التي تحتويها بعض المواد الغذائية، وهي أحد أنواع البروتينات الموجودة عادة في القمح والشعير.... وقد يسمى أيضا حساسية الأمعاء ضد مادة الجلوتين، مما يحدث استجابة مناعية من الجسم ضد أنسجته، حيث يتفاعل معها الجهاز المناعي في جسم المصاب، فينتج موادا مضادة لعملية امتصاص الغذاء بإضعافه أو توقفه، فيحدث الضعف العام مع الأعراض الأخرى المرافقة لهذا المرض. ومن ذلك نفهم، تضيف الإدريسي، أن صعوبة المرض تكمن في صعوبة اكتشافه، بحيث لا يظهر إلا إذا أكل المصاب موادا غذائية تحتوي على مادة الجلوتين وأجرى تحاليل مخبرية، قلما يتنبه إليها الأطباء ليطلبوا من مرضاهم إجراءها . ويهم مرض حساسية الأمعاء ضد مادة الجلوتين؛ الأطفال والنساء وحتى الرجال، عكس ما كان شائعا في السابق، بكونه يصيب الأطفال فقط وتكمن خطورة المرض في أن من بين 10 مصابين، لا يدرك إلا واحد منهم إصابته بهذا المرض. وبخصوص الأعراض، فأكدت الإدريسي أنها تختلف من مصاب إلى آخر معددة إياها في آلام المفاصل والعظام والاكتئاب، التعب المفرط ومشاكل في الإخصاب.. السمنة الزائدة أو فقدان الوزن، وكذا توقف النمو بالنسبة للأطفال الصغار، وأيضا التوتر النفسي والقلق، خمول وتعب عام. وتظهر الأعراض عادة، توضح الكاتبة العامة للجمعية المغربية لمرض السيلياك، بعد تعرض الأمعاء لمادة الجلوتين الموجودة في بعض الأغذية، والتي تحتوي على المادة النشطة التي تدعى علميا «جيليادين»، حيث تحدث التفاعل المناعي مع الغشاء المبطن للأمعاء وبالتالي ضمور وتلف أهداب الامتصاص، عندها يتوقف امتصاص الغذاء وتنشأ الأعراض المرافقة لهذا المرض وعادة يكون الجزء القريب من الأمعاء هو الأكثر تأثرا. وقد يكون تشخيص -تضيف الإدريسي- مرض السيلياك صعبا نوعا ما لتشابه أعراض المرض مع أعراض مرضية أخرى مثل القولون العصبي والالتهابات المعوية الأخرى . العلاج لا علاج تقول الإدريسي لمرض السيلياك، غير اتباع حمية خالية من الجلوتين بوصفها العلاج الوحيد ومدى الحياة، والتي تهم بالأساس؛ الابتعاد عن جل العناصر الغذائية من قبيل: القمح والشعير والشوفان والحنطة وبعض أنواع المكرونة و الخبز والاستعاضة عنها بمنتجات مثل دقيق الذرة، البطاطا والأرز والصويا، بالرغم من أن الكثير من المرضى يواجهون صعوبة في الحصول على هذه المواد، لثمنها الباهظ.
جميلة الشريف الإدريسي الكاتبة العامة للجمعية المغربية لمرض السيلياك