سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوتفليقة «المغربي».. الوجه الآخر للرئيس الجزائري كان «يقدس» محمد الخامس وينادي الحسن الثاني ب«سيدنا» انتمى إلى حزب علال الفاسي قدم طلبا للالتحاق بوزارة الداخلية المغربية خدع عشيقته الوجدية واحتال عليها
كم من المغاربة يعرفون أنّ عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الحالي للجزائر، هو ابن مدينة وجدة؟ وماذا يعرف الناس عن طفولته و مراهقته وشبابه في هذه المدينة الحدودية؟ ولماذا يستحي بوتفليقة من أصوله المغربية ويعتبر نفسه (في الأوراق الرّسمية) ابنَ مدينة تلمسان؟.. قبل أسبوع، وبعد أن أنهينا هذا التحقيق عن «حياة بوتفليقة في مدينة وجدة»، أطلق حميد شباط، الأمين العامّ لحزب الاستقلال، تصريحات نارية في وجه ساكن «قصر المرادية»، وأغضب ذلك الجارة الشرقية، خاصة حينما كرر، خلال مهرجان خطابيّ، أن «الرئيس الجزائري كْلى الخبزْ فْالمغربْ، لكن ما نعرف أشْ واقع ليهْ في صْغرو في وجدة حتى رْجع يْكره المغرب لهادْ الدّرجة».. وقد تناقل رواد «فيسبوك» العبارة بغيرِ قليل من السّخرية.. «الحقيقة في أفواه البنادق»، حسب تقارير «ويكيليكس»، فقد كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها هذا الموقع المثير للجدل أنّ الجيش الجزائري هو الحاكم الفعليّ في البلاد، أما الرئيس وبقية السياسيين الذين يؤثثون الحقل السياسي فما هم إلا «واجهة ورموز يغطون على ما يعتمل في الدّوائر العليا من فساد النخبة الحاكمة، التي تسيطر على عائدات البترول والغاز».. بيد أنّ هذا لا يعني أن عبد العزيز بوتفليقة مدفوع من طرف الجنرالات ال300 الحاكمين في «بلاد المليون شهيد» لكره المغرب.. وإلا بماذا يفسر المتتبعون لعلاقات البلدين تصريحات «مُهينة» لمشاعر المغاربة كررها بوتفليقة في المهرجان الخطابيّ الذي نظمه في الحملة الانتخابية الأخيرة ونقله التلفزيون الجزائريّ، عندما ردّد، وسط تصفيقات الجمهور: «حْنا واشْ راحنا نجيبُو من عندهومْ قشّ بختة وفناجْل مْريم!».. وكان يقصد أن الجزائر تصدّر للمغرب مواد بترولية وأدوية ومنتجات ثمينة ولا تستورد غيرَ أثواب بالية ورخيصة.. في هذا الملف يكشف أصدقاء الطفل والشّاب عبد العزيز ل»المساء» كيف انتمى إلى الشبيبة الاستقلالية في مدينة وجدة وكيف سعى -بعد استقلال المغرب سنة 1956 - إلى الالتحاق بوزارة الداخلية المغربية.. وكيف فشل في الحصول على الجنسية، ومن ثمة التحاقه بالثورة الجزائرية، حاملا لقب «عبد القادر المالي»، كما حمل قبله محمد بوخروبة اسم «الهواري بومدين». وقبل أن يودّع مسقط رأسه، يقول صديقه محمد قويدر: «دخل محتالا إلى غرفة عشيقته الممرّضة المعروفة في مستشفى الفرابي في وجدة، وأخذ كل صوره ورسائله وكلّ الوثائق والذكريات التي كانت تجمعهما» ويسترسل قويدر في الحكي بشكل متقطع: «كانت عنده نية مُبيّتة للهرب. تركها نصبا تذكاريا تُذكّر بضحايا نار الحُبّ.. خرجت المسكينة إلى الحيّ وبدأت تبكي وتسأل عن مكانه.. كانت تنزف دمعا بسبب الخيانة والخداع... كان بوتفليقة عاشقا مزيّفا».. الملف يكشف، كذلك، أسرار علاقات بوتفليقة في مدينة وجدة، وركاما كبير من الذكريات والشّكوك التي كانت تحوم حول علاقة والده بالاستعمار الفرنسي في «ودادية الجزائريينبوجدة»، والإنذار الذي تلقاه مرارا، وانتهاء باغتيال صديقه المقرّب «بوسيف» (يمتلك حمّاما لا يزال موجودا في وجدة، وكانت تشتغل فيه والدة عبد العزيز بوتفليقة) من طرف الثوار الجزائريين. بل ويذهب صديقه محمد العربي إلى حدّ اعتبار «انتماء بوتفليقة إلى المقاومة الجزائرية تمويها غرضه في البداية إبعاد الضعوط والشّبهات عن أبيه».. يعترف أصدقاء بوتفليقة للأخير بالذكاء، النباهة والاجتهاد، رغم أنّ «بيان نقط السنة الأولى من الباكلوريا»، والذي تنشره «المساء» لأول مرة، يؤكد أنّ نتائجه كانت جدّ متوسطة وضعيفة في بعض الأحيان في المواد العلمية والتطبيقية، إضافة إلى كثرة تغيّباته، قبيل التحاقه بالثورة... في الحقيقة، ماضي الرؤساء الذين حكموا الجزائر هو مثل حكايات وتخاريف ترويها العجائز شتاء حول النار.. أو على الأقلّ هكذا كان إحساسنا ونحن نلتقي مجموعة من أصدقاء بوتفليقة والهواري بومدين. فبطاقة التعريف الوطنية ورخصة السياقة المغربيتان لبومدين تركهما عند شخص يدعى «بلمزيان»، كضمانة على سلَف أخذه قبيل استقلال الجزائر 1962. ولم يُسدّد المال الذي كان في ذمته حتى وهو رئيس.. وكانت بطاقته الوطنية موضوعَ تندّر في مقاهي وجدة بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية خلَفا ل«بن بلة».. ويحتفظ سجلّ العلاقات في وجدة لعبد العزيز بوتفليقة بحكايات مماثلة نكتشفها معا في هذا الملفّ..