هل يجعلك القيام برؤية المستجدات على المواقع الاجتماعية تحس بأنك تفقد جميع المتع التي تجلبها تلك المواقع؟ لقد وجد الباحثون طريقة لقياس مصطلح جديد يسمى «فومو»، أو الخوف من فقدان شيء. يرتبط هذا المصطلح الجديد بالمواقع الاجتماعية، حيث يسود الاعتقاد لدى الشخص بأن الانقطاع عن استعمال مواقع كفيسبوك وتويتر، من شأنه أن يضيع عليه اكتشاف بعض الأمور، وبالتالي تضييع المتعة المرتبطة بما هو متجدد. هذا المصطلح الجديد يرتبط أساسا بطريقة استعمال الأشخاص للمواقع الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة، وهو تخوف يسود لدى كل الأشخاص من إمكانية قيام الآخرين بالاستمتاع بوقتهم لحظة التوقف عن استعمال الشبكة العنكبوتية. ويحاول باحثون من جامعة «إيسيكس» البريطانية في الوقت الحالي تطوير طريقة لقياس نسبة «فومو» لدى الأشخاص، وهي تجربة رائدة من نوعها وتسعى إلى توفير مقياس موضوعي لمعرفة ما يمر به الأشخاص. هذا البحث العلمي، الذي ستنشر نتائجه شهر يوليوز القادم في أحد الدوريات العلمية المختصة، سيكون أول دراسة تسلط الضوء على ظاهرة الخوف من تضييع شيء، وهي الظاهرة التي برزت منذ ثلاث سنوات فقط بعدما أصبحت المواقع الاجتماعية أكثر انتشارا جراء تزايد أعداد الهواتف الذكية. وكما فسر ذلك أندي برزيبيلسكي، رئيس فريق البحث والمختص في علم النفس، فالخوف من فقدان شيء ليس بالأمر الجديد، لكن انتشار المواقع الاجتماعية يمنح فرصة قل نظيرها للتعرف على الحياة التي يعيشها الآخرون، والمشكل بالنسبة للأشخاص ذوي المستوى المرتفع من «فومو» هو إمكانية أن يصبحوا شديدي الإدمان على رؤية ما يقوم به أصدقاؤهم، وما لا يقومون به، وهو ما يجعلهم أحيانا يتجاهلون الأمور التي في إمكانها أن تجعلهم يستمتعون بوقتهم. «أجد استخدام موقع فيسبوك يبعث على الإحساس بالفرح، لكن الطريقة التي نستخدم من خلالها المواقع الاجتماعية أضحت تتغير»، يوضح برزيبيلسكي. «لم نعد في حاجة للجلوس أمام شاشة الحاسوب والولوج لتلك المواقع، لأننا نستطيع القيام بذلك طوال الوقت انطلاقا من هواتفنا. إنه من السهل التعرف على وتيرة عيش الآخرين، أكثر من أي وقت مضى، من خلال استقبال الرسائل النصية والإشعارات». وفي الوقت الراهن، توصلت الدراسة إلى كون الأشخاص الذين يقل عمرهم عن 30 سنة هم الأكثر عرضة لظاهرة «فومو»، وذلك لأن هذه الفئة العمرية تعتبر المواقع الاجتماعية أداة جد مهمة، كما أنهم يعتمدون على المواقع الاجتماعية كجزء من تطورهم الاجتماعي. ويأمل الباحثون أن تساعد هذه الدراسة في إجراء أبحاث معمقة حول ظاهرة «فومو» وطريقة تأثيرها على جودة حياة الأشخاص. * عن موقع «ساينس دايلي»