في سابقة تعد الأولى من نوعها حول عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد»، كشف الجنرال عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أن المغرب مخترق من طرف «الموساد» أسوة بدول مصر والعراق والسودان واليمن ولبنان وإيران وليبيا وتونس وفلسطين وسوريا. وأكد يادلين اختراق الموساد لدول إفريقيا، مضيفا أن المخابرات الإسرائيلية تقدمت كثيرا إلى الأمام في نشر شبكات التجسس وجمع المعلومات في كل من ليبيا وتونس والمغرب، وأنها قادرة على التأثير السلبي أو الإيجابي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بهذه البلاد. ومن جانبه، قلل عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية، من تصريحات الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بوجود اختراق للمغرب من قبل «الموساد»؛ موضحا، في تصريحات ل»المساء»، أن عاموس يادلين معروف بخرجاته الإعلامية المبالغ فيها التي تظهر جميع الأنظمة العربية وكأنها مخترقة من طرف هذا الجهاز. وأكد مكاوي في الوقت ذاته أنه لا شك أن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» قوي وله شبكات متعددة في جميع الدول العربية، ومن بينها المغرب؛ معتبرا أنه قد تكون هناك شبكات إسرائيلية في المغرب، لكن التأثير على القرار واختراقه أمر بالغ الصعوبة. واعتبر مكاوي أن التأثير على القرار السياسي والاستراتيجي والعسكري في المغرب أمر مستبعد لأنه محصن بشكل بالغ التعقيد حتى على الأمريكيين؛ موضحا أن الإسرائيليين يمكن أن يحصلوا على معلومات، لكنهم لا يستطيعون التأثير على القرار السياسي كما حصل في بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء التي أقنع الموساد قادتها بضرورة التحالف مع إسرائيل. واستغرب مكاوي صمت الجنرال الإسرائيلي عن الجزائر في خرجته الإعلامية؛ موضحا أن هذا الأمر يعود إلى العلاقات المتينة بين هذه الأخيرة والمخابرات الإسرائيلية «الموساد». وأشار، في الوقت ذاته، إلى وجود اثنين من أبناء الأمير عبد القادر المسمى عبد الرزاق عبد القادر، الذي سبق أن نفته قيادة الثورة الجزائرية بعد الاستقلال إلى إسرائيل بسبب مطالبه بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، في قيادة الموساد. وبخصوص الوضع في مصر، أكد يادلين أنها الملعب الأرحب لنشاطات «الموساد»، وأن العمل تطور حسب المخطط المرسوم منذ عام 1979، حيث تم إحداث اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية في أكثر من موقع؛ كما أكد يادلين نجاح «الموساد» في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل المجتمع المصري. وحول عمل الموساد في لبنان، قال يادلين: «لقد أعدنا صياغة عدد كبير من شبكات التجسس لمصلحتنا في لبنان، وشكلنا العشرات مؤخرا، وصرفنا من الخدمة العشرات أيضا، وكان الأهم هو بسط كامل سيطرتنا على قطاع الاتصالات في هذا البلد، المورد المعلوماتي الذي أفادنا إلى الحد الذي لم نكن نتوقعه؛ كما قمنا بإعادة تأهيل عناصر أمنية داخل لبنان، من رجال ميليشيات كانت على علاقة بدولتنا منذ السبعينيات، إلى أن نجحت، تحت إدارتنا، في العديد من عمليات الاغتيال والتفجير ضد أعدائنا في لبنان، كما سجلت أعمالا رائعة في إبعاد الاستخبارات والجيش السوري عن لبنان، وفي حصار منظمة حزب الله».