ذكرت دار راية للنشر إطلاقها مشروع نشر الأعمال الكاملة للشاعر محمود درويش (1941-2008)، التي تتضمّن أعماله الأدبية التي أنجزها على مدى نصف قرن من الإبداع. وقد استطاع أدب محمود درويش أن يحظى بمكانة مرموقة في ذاكرة شعبه الفلسطيني وفي المشهد العربي والإنساني، حتى بات اسمه مرادفاً لفلسطين، قضيّةً ومعنى، إذ حملها على جناح قصيدته وحمّلها أفقاً جماليّاً وحضاريّاً عابراً للحدود واللغات. إذ على مدار مسيرته الإبداعية الممتدة منذ ستينيات القرن العشرين، تجلّت موهبته الفريدة التي أهّلته ليكون أحد أهم الشعراء في الحداثة الشعريّة العربيّة والعالميّة، في تجربة جمعت بين التجدّد والأصالة، وبين المستوى الفني والجمالي الرفيع والحضور الجماهيري الطاغي. حلّق درويش، تجربةً وحضوراً، في أهم الحواضر العربيّة والأجنبيّة، لكن بقيت حيفا، «مدينته بالتبنّي»، كما أسماها عشيّة عودته التاريخيّة إليها عام 2007، أكثر الأمكنة وجوداً في نصّه الشعري وفي تكوينه الثقافي. وقال مدير ومؤسّس دار راية للنشر، الشاعر بشير شلش: «هذا المشروع استحضار لإحدى أهم وأعمق التجارب الأدبية العربيّة المعاصرة، واحتفاء بقيم الحياة والجمال والعدل التي شكّلت ملامح أساسية في إرث محمود درويش الإبداعي والإنساني. ولا ريب في أن حيفا، التي منها انطلق شعر محمود درويش إلى العالم، هي الأحقّ باحتضان أعمال الشاعر كما احتضنته قبل خمسين عاما ونيّف».