صدر مؤخرا للباحث محمد الحيرش، أستاذ التداوليات وتحليل الخطاب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، كتاب بعنوان «النص وآليات الفهم في علوم القرآن : دراسة في ضوء التأويليات المعاصرة»، عن دار الكتاب الجديد ببيروت. وفيه يناقش أوجه الاتصال والانفصال التي تقوم بين قضايا التفسير والتأويل في علوم القرآن ونظائرها في عدد من التصورات الهيرمينوطيقية (التأويلية) المعاصرة. ومن أجل توضيح الإشكال طور المؤلف جملة من الوسائل القرائية، التي سمحت له بعقد مواجهة حوارية بين أسئلة التأويليات القرآنية (علوم القرآن) وأسئلة التأويليات المعاصرة. وهي مواجهة تأطرت ضمن شروط تواصلية ومعرفية أتاحت إمكانية التقريب بين التأويليتين، وأفضت إلى إنضاج بعض من أسباب استفادة إحداهما من الأخرى. واعتبر الناقد التونسي عبد السلام المسدي، الذي قدم للكتاب، أن إنجاز محمد الحيرش يأتي «ليقيم الدليل في هدوء علمي منير على أن البحث في مجال النص المقدس وعلومه يمكن أن ينأى بنفسه عن الهوى ما تيمن منه أو تشامل».