عقد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، في الآونة الأخيرة، جلسات مفاوضات ماراطونية مع زعماء بعض الأحزاب اليسارية، الذين سبق لهم أن انشقوا عن الحزب في محطات سابقة، في أفق إعادتهم إلى صفوف الحزب، وإدماج أحزابهم في حزب الاتحاد الاشتراكي مرة أخرى، خاصة أن التحالف مع أحزاب اليسار كان من أهم الوعود التي قدمها لشكر حين كان مرشحا للكتابة الأولى، حسب ما علمته «المساء» من مصادر مطلعة. وأوضحت نفس المصادر أن لشكر عقد لقاءات مكثفة مع كل من عبد الرحمن بنعمرو، الكاتب الوطني لحزب الطليعة، وعبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، وعبد المجيد بوزوبع، الأمين العام للحزب الاشتراكي، إضافة إلى عبد السلام العزيز، الأمين العام للمؤتمر الوطني الاتحادي، في حين استثنت المفاوضات حزب النهج الديمقراطي، الذي سبق لمجموعة من قيادييه أن عبروا عن رفضهم لأي تحالف مع حزب الوردة. وأكدت المصادر ذاتها، التي رفضت ذكر اسمها، أن الكاتب الأول للحزب لمس تجاوبا مبدئيا من قادة الأحزاب اليسارية، الذين اجتمع بهم في سرية تامة، من أجل التباحث معهم حول سبل التنسيق بين الأحزاب في أفق الاندماج الكامل في حزب الاتحاد الاشتراكي، في انتظار انعقاد الدورة المقبلة للجنة الإدارية للحزب نهاية الأسبوع الحالي، التي سيكون مخولا لها المصادقة على أي خطوة مستقبلية في اتجاه إعادة الأحزاب اليسارية إلى صفوف الحزب. ورجحت المصادر ذاتها أن تحوز تحركات الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي موافقة الأغلبية الساحقة من أعضاء اللجنة الإدارية، في ظل سيطرة أتباع لشكر على اللجنة، «وحتى إذا رفض المحسوبون على المرشحين السابقين للكتابة الأولى أحمد الزايدي وفتح الله ولعلو، فإن عملية التصويت ستحسم الأمر ديمقراطيا لصالح لشكر». وكان لشكر قد أكد نهاية الأسبوع الماضي، خلال انعقاد المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية، أن الحركة الاتحادية تتسع وتستوعب الجميع، «وربما الخلافات التي كانت بيننا في الماضي القريب لا تستدعي اليوم أن نبقى، كأبناء للحركة الاتحادية، في هذا الوضع المتسم بالتشرذم والتشتت والانشطار، ونحن مسؤولون ومؤتمنون في سياقات اليوم، التي تختلف عن سياقات الأمس، من أجل توحيد الحركة الاتحادية كي نتمكن من القيام بمهامنا، كأبناء للاتحاد، في سفينة واحدة».