انتقد عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، طريقة تدبير حكومة عبد الإله بنكيران، رغم قوله «أنا من المؤمنين بأننا تقدمنا على المستوى الدستوري، ووصلنا إلى مرحلة وسطى بين الملكية التنفيذية والملكية البرلمانية». وأعرب حامي الدين، في ندوة سياسية حول «التغيير السياسي بالمغرب.. أي خيار لأي واقع؟»، نظمها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المحسوب على فصيل العدل والإحسان، على هامش الملتقى الطلابي الوطني 13 بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، عن عدم رضاه عن تدبير الحكومة الحالية، وقال موجها خطابه مباشرة إلى رئيس الحكومة «أدعو الأستاذ عبد الإله بنكيران إلى الخروج من لغة كليلة ودمنة، وأن يتحدث بلغة الحقيقة مع الشعب لأن الإصلاح يجب أن يكون تصاعديا وليس تراجعيا». وقال حامي الدين، الذي يرأس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، الذراع الحقوقي لحزب «المصباح»، إن «الديمقراطية صيرورة اجتماعية وسياسية واقتصادية وليست وصفة جاهزة»، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبه شباب حركة 20 فبراير بالمغرب من أجل وضع حد للمسار التراجعي للنظام والتحكمي لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي انطلق منذ 2002، بتعيين رئيس وزراء تكنوقراط، وكذلك بعد أحداث 16 ماي الأليمة. وأضاف العضو القيادي بالعدالة والتنمية أن الشعب المغربي مطالب بالاستمرار في التدافع والنضال للوصول بالوطن إلى المستوى الذي يطمح إليه كل المغاربة، مغرب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، حسب تعبيره، مؤكدا أن الإصلاح لابد له من إصرار وصمود وصبر، رغم الضربات من فوق الحزام وبين وتحت الحزام، في إشارة منه إلى ما تعرض له الملتقى الطلابي الوطني 13 من تدخل أمني عنيف. من جانبه، أكد عمر أحرشان، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، في مداخلة له في نفس الندوة، أن الوضع الحالي الذي يعيشه المغرب يستلزم «الشعور بأننا إزاء نظام ووضع يحتاج إلى قطيعة مع الاستبداد، والدخول في مرحلة تأسيسية لمشروع مجتمعي ينبثق من إرادة الشعب». وأضاف أن «الكل يجمع على أننا في بلد أخطأ الطريق في غير ما مرة لينتقل إلى مصاف الدول المتقدمة»، لكن الاختلاف، يبقى في نظره، محصورا في الرؤى السياسية لتشخيص الواقع، بين من يرى أن المشكل في المغرب هو مشكل حكومة، ومن يرى أن المشكل يكمن في الحكامة والتدبير، وآخر يرى أن الأزمة في المغرب هي أزمة حكم. ودعا أحرشان إلى حوار وطني مفتوح على كل مكونات وحساسيات المجتمع، باعتباره إحدى القنوات الأساسية ل«صياغة المبادئ المؤطرة للمغرب الذي نرضى بالعيش فيه جميعا»، مؤكدا أن الواقع الحالي «يجعل مستقبل البلاد رهين نظام حكم يحتكر السلطة والثروة والإعلام والمعلومة، وآخر متمرس في الاستبداد استطاع شراء الذمم والنخب وبلقنة المشهد الحزبي». من جهته، دعا محمد المرواني، منسق اللجنة التحضيرية لحزب الأمة، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إلى أن يتحمل مسؤوليته في قمع الطلبة وانتهاك حرمة الجامعة، وأن يعلن موقفه صراحة من المنع الذي تعرض له الملتقى. وأضاف مستطردا «لا بد أن تقول كلمة في الموضوع، وإلا سنعتبرك شريكا في هذه الجريمة». وختم متسائلا «من يقمع المتظاهرين في الشارع وفي الجامعة؟ هل الحكومة أم حكومة أخرى؟ نريد أن نعرف».