خصصت حلقة «بدون حرج» على قناة «ميدي آن تيفي» أول أمس للحديث عن القراءة والكتاب وهموم النشر في المغرب، واستدعت كلا من حسن الوزاني، رئيس مديرية الكتاب بوزارة الثقافة، وأحمد شراك أستاذ علم الاجتماع، والناقد عبد الرحمان طنكول، الخبير في الكتاب الفرنسي، وعلق على مجريات اللقاء الباحث الاجتماعي عبد الرحيم العطري. وربما كانت هذه الحلقة من أنجح حلقات برنامج «بدون حرج»، لأنها أولا، خرجت عن نمط القضايا الاجتماعية، التي أصبحت تضج بها الفضائيات المغربية والعربية، وثانيا، لأنها غامرت وطرحت موضوعا يعتبر في العرف السائد من اختصاص النخبة، ألا وهو موضوع القراءة والنشر، وقاربته من زاويا مختلفة وبسطته إلى أبعد حد وجعلت منه موضوعا للتداول الإعلامي، وهذا يعود بالأساس إلى طبيعة الضيوف، والذين هم على دراية كبيرة بالموضوع ويعرفون ما يقدمونه من مقاربات، كانت الخلاصة الأساسية فيها تقول إنه بدون وجود الكتاب كهوية مغروسة في حياة الأفراد والأسر والمجتمعات، فإن ذلك سيكون جرس إنذار وعلامة على كساد كل المقترحات للنهوض بالمجتمع، مهما كانت جرأتها وديمقراطيتها. فلا يمكن، والحالة هاته، أن ننهض بمجتمع جاهل، ولا أن ننجز اختراقا كبيرا ضد الأمية والسلبية والعدمية والنكوصية بأفراد مجتمع لا يقرئون، ولا ينتجون فكرا ولا أدبا ولا فنا. فما هوية الأمم والشعوب الحقيقية إلا ما تدونه وتخطه وتبدعه. ولذلك، فإن طرح موضوع القراءة في المجتمع المغربي والتحسيس بأهمية «رياضة القراءة» في اليومي، وأثرها على المستوى الثقافي وعلى المدركات الجمالية، هو في غاية الأهمية، فأمة لا تنتج ولا تكتب ولا تقرأ، أمة ميتة لا حياة لها ولا ذاكرة ولا تاريخ.