بدت الرسالة الملكية التي وجهها محمد السادس إلى المناظرة الوطنية للرياضة التي احتضنتها الصخيرات مابين 24 و25 أكتوبر أشبه بالإنذار الكتابي من الملك للقائمين على تدبير الشأن الرياضي في المغرب. وسجل أن الرياضة المغربية تتخبط في الارتجال والتدهور وأن هناك من يتخذها مطية للارتزاق أو لأغراض شخصية واصفا الوضع الحالي للرياضة الوطنية ب«المقلق». وسجل عدم توفر عناصر الديمقراطية والشفافية والنجاعة في تسيير الجامعات والأندية، وضعف أو انعدام نسبة التجديد التي تخضع لها هيئاتها التسييرية، مؤكدا أن الخلاف غالبا ما ينحصر في اعتبارات أو صراعات شخصية أو فئوية ضيقة. وأشار إلى أن «الإشكال الملح المطروح على المهنيين والسلطات، التي تتولى تقنين وضبط القطاع الرياضي يتمثل في التساؤل المشروع بشأن ما آلت إليه الرياضة الوطنية من تدهور، وما يلزم القيام به لتجاوز حالة الجمود وغياب النتائج التي تعانيها». وسجل أن «تحديد المسؤوليات غالبا ما لا يتم بشكل واضح، في حين لا تتوفر عناصر الشفافية والديمقراطية في تسيير الجامعات والأندية». الملك لم يستقبل الوفد الأولمبي فهم كثير من المغاربة الإشارة الملكية حين ألغى من أجندته اللقاء بالوفد الرياضي المتوجه إلى الصين للمشاركة في أولمبياد بكين كما جرت العادة منذ سنوات، فعلى الرغم من حالة التأهب التي عاشها الوفد الموسع، بعد أن تسربت أنباء عن استقبال للأبطال في القصر الملكي بتطوان، إلا أن الدعوة لم تحصل فاضطر الرياضيون إلى مغادرة المغرب في اتجاه الصين، بعد أن داهم موعد المنافسات الرياضيين، وتبين للجميع بأن الملك غاضب من الرياضة والرياضيين، وأن الاستقبال الملكي الذي أصبح عرفا في المشاركات الدولية خاصة الأولمبياد وكأس العالم قد سقط من الأجندة، حينها أعاد العديد من مكونات الوفد من لاعبين ومدربين ومسيرين الرسائل المشبعة بالمطالب والملتمسات إلى الجيوب وفي القلب حسرة لضياع فرصة غالبا ما تشكل نقلة للرياضيين من تشكيلة الفقراء إلى الأثرياء، بفضل هبات الملك التي يستفيد منها العديد من الرياضيين في ما يعرف باقتصاد الريع. فهم الوفد المغربي الدرس جيدا وظل الحديث عن سر الاستقبال الملغى يشغل الرياضيين على امتداد الرحلة الطويلة من الدارالبيضاء إلى بكين.