استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بالمسرح الوطني في أبو ظبي، الزميل محمد المثنى الراوي في أمسية حول التشكيل المغربي- النشأة والتطور، تم تنظيمها مساء الثلاثاء بالتعاون مع النادي المغربي بالإمارات. تناول العرض نشأة الحركة التشكيلية في المغرب بدءا من جذورها الأولى المتمثلة في الرسومات المنقوشة التي خلفها المغاربة الأوائل في صخور جبال الأطلس، وتطورها عبر العصور على يد الفنانين التقليديين الذين أبدعوا أشكالا ورموزا تجريدية في النسيج والخزف والجلد والمعادن والمعمار، علاوة على إبداعاتهم في فن الخط المنمق والمزوق في أغلقة الكتب المخطوطة المحفوظة في الخزانات العامة والخاصة. وتعمق العرض في ترصد بصمات الفنانين المستشرقين الأوائل ممن خلدوا صورة المغرب والمغاربة في لوحاتهم الموزعة بين أكبر المتاحف العالمية، بدءا من أوجين دولاكروا، رائد الرومانسية التشكيلية، الذي زار طنجة ومكناس عام 1832، ومرورا بمئات الفنانين الغربيين الذين تعاقبوا على زيارة المغرب مستلهمين منه المئات من أعمالهم، أمثال البلجيكي إيكخوت والسويسري بوشسر والإسباني إيبارو والبريطاني ميلفيل. وأوضح العرض كيف انتقلت عدوى التشكيل من هؤلاء الفنانين الأوربيين لنظرائهم المغاربة بدءا من رائدهم محمد بنعلي الرباطي الذي تخرج من مرسم البريطاني جون لافري، الذي رعاه وكان وراء تنظيم معرضه الأول في رواق كوبيل بالعاصمة البريطانية لندن عام 1916. وبعد الحديث عن المجموعة الفطرية الأولى، تطرق العرض للطفرة الأولى للتشكيل المغربي، التي قادها جيل من الفنانين، الأكاديميين والعصاميين، بقيادة الرائدين الجيلالي الغرباوي وأحمد الشرقاوي، مع تطور الاتجاه الفطري بفرشاة الشعبية طلال، وتطور الاتجاه التشخيصي بقيادة مريم أمزيان وحسن الكلاوي وأحمد بنيسف. وصولا إلى الطفرة الثانية التي أطلقها جيل الفنانين الشباب منذ تسعينيات القرن العشرين، ونتج عنها تطور هائل في أعداد أروقة العرض في مختلف المدن المغربية، وظهور قاعات بيع اللوحات بالمزاد العلني، وارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية. مع تنوع معارض الفنانين المغاربة في الخارج، وهجرة عدد منهم إلى دول أوربية وأمريكية، وانفتاح عدد من المتاحف العالمية ومقتنيات كبار المجمعين الدوليين على اللوحة المغربية، بعد حوالي قرن من معرض الرباطي في لندن، و180 سنة من أول لوحة تصور طنجة وتحمل توقيع الرسام العالمي دولاكروا.