في عملية سرقة هوليودية، أقدمت مؤخرا عصابة ملثمة على مداهمة «السوق الجديد» بالحي المدرسي بتطوان، إذ قامت بالسطو على أعداد كبيرة من الهواتف النقالة التي كانت داخل أحد المتاجر هناك. وذكر مصدر أمني ل«المساء» أن أحد أفراد العصابة استدرج حارس السوق، طالبا منه قارورة ماء، ليفتح هذا الأخير باب السوق، قبل أن يداهمه أفراد العصابة، حيث قيدوه، ثم اقتحموا متجرين، أحدهما مختص في بيع الملابس، وآخر في بيع الهواتف المحمولة من الجيلين الثالث والرابع. ونفذت العصابة عمليتها بهدوء قبل أن تلوذ بالفرار. وحطمت تطوان منذ فاتح يناير الماضي، رقما قياسيا في عمليات مداهمة الشقق والمتاجر، كمتجر لبيع المجوهرات ومجموعة من الشقق، وخزانة المؤرخ التطواني الفقيه محمد داوود التي تعرضت للسرقة، كما أفادت مصادرنا من ولاية تطوان، أن قسم الشؤون الداخلية بها يتوصل منذ مدة بتقارير تكشف عن الانفلات الأمني الخطير ببعض الأحياء والشوارع المهمة بتطوان، يشعرها من خلالها بعض أعوان السلطة بتقارير تفيد بتعرض الفتيات والنساء للنشل وسرقة هواتفهن المحمولة في واضحة النهار. ورغم نداءات واستنكار المواطنين إزاء هذا الانفلات الأمني غير المسبوق بتطوان، فإن ولاية الأمن تبدو عاجزة عن استتباب الأمن وإعادة الطمأنينة إلى نفوس الموطنين، وهو ما نبهت إليه جمعيات مدنية عبر بلاغات لها، حيث نددت «اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد» بما وصفته ب»الفلتان الأمني» الذي تعيشه المدينة، على وقع سرقات ومداهمات للشقق والمتاجر، وهو الانفلات الذي بدأ يثير الهلع في صفوف الساكن، مستنكرة «استفحاله» وارتفاع معدل الجرائم بوتيرة خطيرة» الأمر الذي أقلق المهتمين والمواطنين الذين أضحوا يستنكرون هذه الاختلالات الأمنية التي تحولت معها جل أحياء المدينة إلى مسرح مفتوح لكافة أنواع الجرائم، خاصة القتل والسطو والسرقة والسلب وقطع الطرق والاعتداءات الجسدية والإخلال بالنظام العام إلى غير ذلك من الجرائم التي يحدث بعضها على مرأى ومسمع من بعض رجال الأمن، على حد قول اللجنة، مضيفة بأن بعض رجال الأمن أصبحوا يتملصون من القيام بمهامهم، مما شجع هؤلاء المجرمين على التمادي في جرائمهم والمجاهرة بطغيانهم، بل حولوا بعض النقط السوداء في المدينة إلى محميات لترويج المخدرات والخمور وتعاطي الدعارة وشكلوا عصابات منظمة تستبيح ممتلكات المواطنين وتنتهك حرمات منازلهم كما تؤكد ذلك عدة وقائع إجرامية روعت ساكنة المدينة مؤخرا. مواطنون آخرون عبروا، في اتصالهم بالجريدة، عن استيائهم من الفراغ الأمني بالمدينة، وبأحيائها الشعبية منها والرئيسية، مطالبين المديرية العامة للأمن الوطني بتنبيه مسؤوليها بولاية تطوان لما يحدث، كما استغربوا جلوس العشرات من رجال الأمن داخل دوريات أمنية وسط المدينة وبشارع «شكيب أرسلان»، دون أن يقوم المسؤولون بتوزيعهم على الشوارع والأحياء لفرض الأمن ومحاربة الجريمة، باستثناء فرقة الصقور التي تحاول لوحدها جاهدة مكافحة الجريمة والإخلال بالأمن العام.