وضع أعوان بمندوبية وزارة الثقافة بآسفي مدافع أثرية قديمة تعود إلى فترة ما قبل القرن ال16 عشر الميلادي في مكان مخصص للزبالة بجانب متلاشيات من قنينات حديدية لمشروبات غازية وأخرى لمشتقات حليب وبعض الأتربة وأكياس بلاستيكية. هذا، ويعد هذا العمل الثاني من نوعه بعد أن كانت المدافع الأثرية مرمية بحديقة مهجورة بالفضاء العام خلف إدارة مندوبية وزارة الثقافة، قبل أن يتم ترحيلها إثر نشر صورة لها بإحدى الصحف الوطنية سنة 2005، ليتقرر نقلها إلى مقر إدارة مندوبية الثقافة بفضاء «دار السلطان». وحسب مصدر من مندوبية وزارة الثقافة بآسفي، فإن المدافع تم نقلها من الشارع بناء على تعليمات توصلت بها المندوبية، وتم وضعها في مكان مهجور لأسباب غير واضحة، مضيفا أنه يجهل إلى حد الآن لماذا لم يتم ترميمها أو تثبيتها بأحد أبراج السور البرتغالي. وتشير أنباء ذات صلة إلى أن المدفعين الأثريين كانا مثبتين على الأرض بشكل عمودي، كمظهر من مظاهر الزينة كان جار به العمل، وأنه وقت إزالتهما بعد إصلاحات بجوار مندوبية وزارة الثقافة، تم الاستغناء عنهما ورميهما في الشارع. وفي وقت تحتفل فيه مندوبية وزارة الثقافة مع وكالة الأنباء الرسمية «لاماب» باكتشاف مجاري مياه طينية بأحد المنازل الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، يتم تهميش التراث العسكري للحقبة البرتغالية والسعدية والموحدية والمرينية والعلوية، حيث عرفت آسفي عبر تاريخها تعاقب قطع سلاح ثقيل لأغلب العائلات التي حكمت المغرب فوق أبراجها وصحونها وسورها العسكري الذي شيده البرتغال على أنقاض السور الموحدي. معلوم أن حفريات كانت قد تم إجهاضها بعدد من المواقع الأثرية بآسفي ولم تتدخل وزارة الثقافة لإنقاذ إرث معماري وهندسي رفيع القيمة، لفسح المجال أمام مقاولات عقارية لبناء عمارات سكنية فوق موقع لالة هنية الحمرية الذي صنفه تقرير لباحثين في معهد الآثار ك»أهم وأغنى المواقع الحضرية الموحدية ولما قبل الحقبة الإسلامية بتوفره على النماذج الخزفية الملونة الأولى وعلى مخازن الحبوب تحت الأرضية وعلى القرميد الأحمر وعلى المطاحن الحجرية الأولى»، التي تم طمسها أمام أعين الجميع، في حين يتم الاحتفال باكتشاف مجار طينية تتواجد في كل الدور السكنية القديمة لآسفي.