أفردت أسبوعية جون أفريك، في عددها المزدوج (2502-2503) الأخير، حيزا مهما (الغلاف) للشخصيات الإفريقية التي سيكون لها تأثير على مسرح الأحداث في إفريقيا خلال السنة المقبلة. وحددت المجلة مائة شخصية، ضمنها 11 شخصية مغربية، على رأسها الملك محمد السادس، ثم فؤاد عالي الهمة والمنصوري وآخرون موزعون على فئات مختلفة، وتوقفت عند بعض إنجازاتهم وبعض التحديات التي يجب عليهم رفعها خلال السنة المقبلة. وضعت أسبوعية «جون أفريك» الملك محمد السادس على رأس الشخصيات المغربية التي ستؤثر في التحولات التي ستشهدها سنة 2009 القادمة. وفي حديثها عنه، قالت المجلة إن الشهر السابع من السنة الجديدة سيصادف الذكرى العاشرة لجلوس الملك على عرش المملكة، معتبرة أنه خيب تلك التنبؤات التي توقعت أنه لن يصمد طويلا أمام قوة العسكر والإسلاميين. وفي السياق نفسه، ذكرت الأسبوعية أن الملك الشاب استطاع، خلال السنوات العشر لحكمه، أن يؤسس لنفسه مسارا حظي بشعبية كبيرة في البلاد حتى صار أكثر الملوك العلويين شعبية إلى جانب جده الراحل محمد الخامس. وفي حديثها عنه، استعرضت المجلة بعض الإنجازات التي تميز بها حكمه إلى حد الآن، منها ما تعلق بمنح المرأة وضعا متميزا مقارنة بالماضي، وبشفافية الانتخابات، والحريات العامة، ومشروع الحكم الذاتي في الصحراء الذي يعتبر مشروعا ذا مصداقية كبيرة وقابلا للتنفيذ. في مقابل ذلك قالت المجلة إن الملك محمد السادس لم يرتكب إلا القليل من الأخطاء وإن التحديات التي عليه رفعها في السنوات القادمة هي العمل على التقليص من الفوارق الاجتماعية وتنمية الاقتصاد الوطني ومنح المغاربة نظاما تربويا يليق بهم. فؤاد عالي الهمة كان هو الآخر ضمن الشخصيات التي اختارتها «جون أفريك» ضمن شخصياتها المهمة. وقالت الأسبوعية إن هذه الشخصية حظيت، طوال سنة 2008، بالكثير من المتابعة الإعلامية وطُرحت في شأنها الكثير من علامات الاستفهام. وكان طبيعيا أن تتحدث المجلة على تأسيس الهمة حزب «الأصالة والمعاصرة» بدون عناء، و كيف أنه أصبح قبلة للكثير من المنخرطين، قبل أن تطرح السؤل حول القيمة المضافة التي أتى بها فؤاد عالي الهمة وحزبه وقدرة الأخير على تجاوز الأحزاب التقليدية الموجودة. ووجدت المجلة بعض الجواب عن هذا السؤال في الفشل الذي مُني به الناطق باسم الحزب، صلاح الوديع، في الانتخابات الجزئية في شهر شتنبر الماضي. عبد السلام بودرار طالته هو الآخر دائرة اهتمام مجلة الشؤون الإفريقية باعتباره واحدا من الوجوه البارزة المنوطة به مهمة محاربة الفساد في المغرب بتكليف من الملك، الذي عينه على رأس «الهيئة المركزية للوقاية من الفساد». وقد استعرضت المجلة تواريخ من سيرته المهنية وأخرى من سيرته النضالية، منها قضاؤه خمس سنوات سجنا في السبعينيات ومساهمته في تأسيس منظمة ترانسبرانسي المغرب. «جون أفريك» لم تغفل عن محمد ياسين المنصوري، الرجل الأول في المديرية العامة للدراسات والمستندات، أو جهاز مكافحة التجسس الخارجي. وقالت المجلة إن تعيين الرجل في هذا المنصب الحساس شكل مفاجأة في حينه باعتباره شخصية مدنية. إلا أن المنصوري، تقول المجلة، استطاع أن يجسد الحكمة التي كانت وراء تعيينه، حيث أكد صواب إرادة الانفتاح التي أرادها صديقه الملك لهذا الجهاز الأمني غير العادي. وركزت جون أفريك على بعض صفات الرجل الشخصية، خاصة قدرته الذكية على طرح السؤال المناسب وحسن الإصغاء للجواب، منبهة إلى أن الرجل ليس مجرد مسؤول أمني، فحسب، بل إن ابن قاضي أبي الجعد، الكتوم، آخذ في تملك بعض مما كان لفؤاد عالي الهمة من صلاحيات مهمة. وفي فئة «أصحاب القرار والمسؤولين الكبار»، تحدثت جون أفريك عن سليم الشيخ، المدير العام للقناة الثانية «دوزيم»، وقالت إن أمامه تحديا كبيرا يتمثل في تحديث برامج القناة والرفع من حصة المتابعة على خلفية الإعلان عن قناتين خاصتين جديدتين ستظهران في المشهد السمعي البصري المغربي سنة 2009. وتفاءلت المجلة بشأن نجاح الشيخ الشاب في رفع التحدي باعتبار الرجل مثقلا بالتجارب المهنية الناجحة رغم سنوات عمره القليلة التي لا تتجاوز الستة والثلاثين. وفي فئة شخصيات المال والأعمال، اهتمت المجلة بمديرة بورصة الدارالبيضاء،(قبل رحيلها عن البورصة) هند بوهيا، 35 سنة. وقالت إنها (كانت) مطالبة بالحفاظ على توازن هذه المؤسسة وإصلاح ما يجب إصلاحه بعد ما شهدته من ضجات أساءت إلى صورتها. وبعد استعراضها لأهم المحطات المهنية التي مرت منها بوهيا، توقفت المجلة عند التحدي الذي (كان) سيواجهها والمتمثل في ضرورة التكيف مع الظرفية المالية الحالية الصعبة لاسيما أنها صُنفت من قبل مجلة «فوربس» في الرتبة التاسعة والعشرين ضمن النساء المائة الأكثر تأثيرا في العالم. عن نفس الفئة، ورد اسم محمد الكتاني، الرئيس المدير العام ل«التجاري وفابنك»، الذي مدحت المجلة صنيعه خلال السنة المنتهية 2008، إذ ذكّرت بإنجازات البنك، خاصة منها حيازته للفروع الخمسة الإفريقية للقرض الفلاحي الفرنسي، وانكباب الرجل على تسريع مسلسل تنمية مجموعته المالية على المستوى الدولي، ولاسيما في إفريقيا جنوب الصحراء. إلى جانبه، ورد اسم معتصم بلغازي، رئيس مؤسسة «أونا». وفي حديثها عنه، قالت المجلة إن الرجل يواجه مهمة ليست بالسهلة، تتمثل في تجاوز الصعوبات التي تعاني منها المؤسسة الملكية، خاصة منها ما يعترض الفاعل الجديد في مجال الاتصالات وانا. ثاني امرأة مغربية وردت ضمن المائة شخصية التي ستغير وجه إفريقيا سنة 2009، حسب جون أفريك، هي سلوى أخنوش، زوجة وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش. وذكّرت المجلة بالتوقيع على الاتفاق الذي عقدته سيدة الأعمال المغربية مع أروقة «لافاييت» في أفق إقامة أكبر مركز تجاري في إفريقيا بالدارالبيضاء، وبكونها هي من أدخل العلامة التجارية العالمية زارا إلى المغرب. إدريس بنهيمة، الرئيس المدير العام ل«لارام»، بدا منتشيا في إحدى صفحات المجلة كما لو كان مسرورا بوجوده ضمن الشخصيات الإفريقية المهمة التي ربما سيكون لها شأن في السنة القادمة. إلا أن المجلة رسمت للرجل سيناريوها مستقبليا صعبا يشكل تحديا حقيقيا له، خاصة وأن سنة 2009- تتنبأ المجلة- قد تمثل تحولا مهما في تاريخ المؤسسة، إذ اعتبرت أن الرئيس سيكون عليه رفع تحديات الخوصصة المعلنة للشركة وارتفاع أسعار الوقود والأزمة المالية العالمية. وعادت جون أفريك لتذكر بأن الرجل جعل من الشركة عنصرا رابحا في الاقتصاد المغربي بعد تعيينه، سنة 2006، ربانا للخطوط الجوية المغربية، مستعرضة في الوقت نفسه بعض أهم المناصب التي عُين فيها. علي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، ختم لائحة الشخصيات المغربية المهمة في اختيارات مجلة الشؤون الإفريقية، التي ذكرت بتاريخ تعيينه في شهر دجنبر على رأس المكتب المذكور. إلا أنها اعتبرت أن مهمته لن تكون بالسهلة نظرا إلى الوضعية التي يعيشها المكتب والتي تتميز بالأزمات الداخلية، تقول المجلة، وهشاشة وضعيته المالية.