صار من البديهي في طنجة أن لا يمر أسبوع إلا ويسمع سكان المدينة عن حادث احتراق حافلة جديدة من حافلات أسطول الشركة الإسبانية «أوطاسا»، وهو الحادث الذي تكرر مساء أول أمس السبت في منطقة السانية، بعد أيام من انفراد شركة «غروب رويس» التي تملك «أوطاسا» أغلبية أسهمها بالترشح للظفر بصفقة التدبير المفوض للنقل الحضري. وتكرر نفس سيناريو حرائق الحافلات السابقة، حيث شبت النيران في هيكل الحافلة رقم 14 الرابطة بين حيي مرشان والسانية، وما أن تمكن السائق والركاب من النجاة بأنفسهم، حتى شبت النيران في كامل هيكل الحافلة التي تشتغل في شوارع طنجة منذ 13 سنة، والتي تحولت إلى هيكل متفحم. ويعد حادث الاحتراق هذا الخامس من نوعه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى جانب مجموعة من الحوادث الأخرى التي تتسبب فيها حافلات الشركة الإسبانية، والمرتبطة بعدم احترام قانون السير، منها ما كانت حوادث دامية. ورغم المآسي المتكررة لهاته الشركة التي تتحكم في قطاع النقل العمومي منذ 13 عاما، فإن المجلس الجماعي وولاية طنجة، اللذين ضمنا لها الحماية من المحاسبة طيلة عقد ونصف، يستعدان لتسليمها رقاب مستعملي الحافلات من جديد، حيث ينتظر أن يتم الإعلان، مطلع الأسبوع القادم، عن الشركة التي ظفرت بصفقة التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري في مدينة البوغاز ل10 سنوات قادمة، وهي لن تكون في هاته الحالة إلا شركة «غروب رويس» الإسبانية التي تملك «أوطاسا» 58 في المائة من أسهمها، ويعد مديرها العام هو المدير العام الحالي ل»أوطاسا»، بينما «أقصيت» شركة «لوكس ترانسبورت» المغربية، التي كانت المنافس الوحيد للشركة الإسبانية، بحجة أنها لم تدل بوثيقة التعريفة الجبائية رفقة ملفها داخل الأجل القانوني، فيما انسحبت 7 شركات أخرى مغربية وفرنسية وإسبانية من الصفقة بشكل مثير، قبل موعد فتح الأظرفة بداية شهر يناير الجاري.