دخلت قضية اتهام طبيب بتزوير شواهده لممارسة مهنة طب المسالك البولية في بني ملال منعطفا حاسما بعد التطورات الأخيرة التي عرفها الملف الذي يروج أمام محاكم بني ملال منذ أكثر من سنتين. فأسابيع قليلة بعد حصول عبد الحفيظ أرحال، رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان وعضو لجنته التصحيحية،على البراءة من تهمة الوشاية الكاذبة، بدأت حجج الطبيب تتهاوى لتقرر محكمة الاستئناف في بني ملال استدعاء الطبيب الخاص للحسن الثاني والرئيس السابق لمجلس هيئة الأطباء بالمغرب، الجنرال إدريس عرشان، لاستجوابه بشأن ترخيص الهيئة ل»رشيد. ص» بممارسة مهنة طبيب جراح في المسالك البولية بناء على وثائق مزورة، وهي التي ساندته معنويا خلال محاكمته التي انطلقت قبل سنتين في مواجهة عبد الحفيظ أرحال. وحصلت «المساء» على وثيقة من شأنها أن تحدث زلزالا كبيرا وسط مجلس هيئة الأطباء بالمغرب، إذ تكشف قضية التلاعب في منح رخص مهنة الطب بالمغرب بناء على شواهد ودبلومات لمعاهد خاصة في أوربا لا تخول لحاملها ممارسة مهنة الطب، فقد تبرأ ممثل وزارة الصحة بهيئة الأطباء بالمغرب ونائب رئيس مجلس هيئة الأطباء والمندوب السابق لوزارة الصحة في بني ملال، من خلال محاميه -وفق ما تؤكده الوثيقة التي توصلت بها النيابة العامة في محكمة بني ملال- من الطبيب الذي قدم من بين وثائقه شهادة تدريب في المركز الاستشفائي الجهوي في بني ملال خلال الفترة التي كان يشرف فيها الدكتور الشرداي على المؤسسة الصحية في بني ملال، وهي الشهادة التي أكد الأخير (د. الشرادي) أنها مزورة، لتكون أقوى الحجج قد سحبت من ملف الطبيب «رشيد.ص»، خاصة بعد كشف تنقيط الأمن الوطني الذي بيّن أن الفترة التي ادعى الطبيب أنه قضى فيها تدريبا بالمغرب كان خلالها خارج أرض الوطن، حسب ورقة خروج ودخول الطبيب المذكور عبر ميناء طنجة وعبر مطار محمد الخامس. ووجهت محكمة الاستئناف استدعاء إلى الرئيس السابق لهيئة الأطباء الجنرال عرشان، الطبيب الخاص السابق للحسن الثاني، لحضور جلسات الاستئناف قصد استجوابه حول الطريقة التي حصل بها (رشيد. ص) على رخصة مزاولة مهنة الطب بالمغرب بناء على شواهد تبين أنها كلها مزورة.