حذر أعضاء خط بلا هوادة من تكرار سيناريو الخروقات التي شهدها المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال في دورة المجلس الوطني المقبلة، والتي وصفوها ب«اللقيطة» بحكم عدم شرعيتها، وكذا بالنظر إلى «الشبهات» التي تحوم حول عدد من البنود التي تضمنها مشروع النظام الأساسي. وشن أعضاء الخط الذي رفع شعار «لا هوادة في الدفاع عن ثوابت حزب الاستقلال»، خلال ندوة صحفية عقدت صباح أمس بالرباط، هجوما عنيفا على الأمين العام حميد شباط، متهمين إياه بتحويل الحزب إلى محمية يتصرف فيها بشكل انفرادي لإرضاء بعض أصحابه الذين لم يتمكنوا من الاستوزار في عهد عباس الفاسي، ومؤكدين بأن مذكرة التعديل الحكومي التي تقدم بها شباط باطلة وغير شرعية ولم يتم تدولها داخل الأجهزة الموكول إليها ذلك قانونيا. وعاد أعضاء خط بلا هوادة إلى تفاصيل المؤتمر الأخير وما عرفه من خروقات شكلت موضوع الدعوى المرفوعة أمام ابتدائية الرباط للطعن في انتخاب شباط وكافة الأجهزة المنبثقة عن المؤتمر، حيث أكدوا بأن عددا من الأعضاء وجدوا طريقهم إلى المجلس الوطني بأساليب ملتوية دون استيفائهم الشروط. كما اكتشفوا وجود فارق بين عدد المصوتين وعدد أعضاء المجلس الوطني بمعدل مائة صوت، في حين ضمت لائحة المؤتمر عن الشبيبة الاستقلالية أشخاصا تجاوزوا 40 سنة في خرق واضح للقانون. وقال علال مهنين إنه لا يمكن للحزب أن ينادي بتنزيل الدستور في الوقت الذي لا يتم احترام دستور الحزب، مؤكدا على أن المذكرة التي تقدم بها شباط مخالفة لروح النظام الأساسي للحزب، بحكم أن موضوع التعديل يجب أن يناقش داخل المجلس الوطني. وأضاف بأن التعديل بغض النظر عن أي خلفية يفترض أن شباط «باغي يحيد شي حد ويدير حد ثاني، وهو ما يعد توليا لمنصب سياسي الحسم فيه يجب أن يخضع لمساطر قانونية». وحذر مهنين من وجود رائحة غريبة تحوم حول الإجراءات المرتبطة بعقد دورة المجلس الوطني، ومنها ربط الاعتذار عن الحضور باتصال هاتفي، واعتماد البطاقة الالكترونية، متسائلا عن الدوافع التي حالت دون نشر لوائح المرشحين للمناصب الحزبية بمجملها، وهو ما اعتبره دليلا على سعي شباط إلى اعتماد التعيين المباشر من خلال انتخاب شكلي. كما وصف مشروع النظام الداخلي بأنه «زعلوكة»، مؤكدا بأنه لا يحق للأمين العام ترؤس دورات المجلس الوطني. وأكد أعضاء الخط على أن الحزب بحاجة ماسة إلى زعامات حقيقية وليس إلى مهرجين و«دلاقشية» لا يعرفون ما يتفوهون به. وعاد مهنين إلى تصريحات شباط، التي قال فيها إنه اقتحم باب العزيزية. وأضاف «من يريد أن يكون رجل دولة عليه أن يكون كلامه في مستوى ذلك ويجتنب هدرة الشوافات». في حين ذهب بنسودة أبعد من ذلك حين استشهد بحديث نبوي قال عنه إنه «حديث صحيح وليس كحديث فاس»، وهو حديث عن «الرويبضة» وهو الرجل التافه الذي يتكلم في أمر العامة. وقال بنسودة إن شباط اتهم عددا من أعضاء خط بلا هوادة بالتحرك وفق أياد عليا خارجية، وقال: «شكون هاد عليا خارجية؟ واش أوباما.. ولا عليا اللي عندنا». كما وجه أعضاء الخط دعوة إلى رئيس الحكومة بنكيران بفرض احترام القانون، ومن ضمنه قانون الأحزاب، بعدما أكدوا أن مذكرة التعديل الحكومي باطلة، ونابعة من أجهزة مطعونة في شرعيتها، كما أكد ذلك هشام عبد اللاوي، في حين نند بيان تم توزيعه خلال الندوة بما أسماه التجاوزات الخطيرة التي قام بها الأمين العام، والمعارك الوهمية التي يخوضها من أجل تعديل حكومي هدفه تحقيق طموحاته، وطموحات بعض حاشيته في الاستوزار. كما تم التنديد بالتفويض المكتوب الذي تم توجيهه إلى العمال الولاة بخصوص المنسقين، وهو ما يهدد بتحويل الحزب إلى إقطاعيات صغيرة. يذكر أن المحكمة الابتدائية بالرباط أجلت صباح أمس البت في الدعوى الرامية إلى بطلان انتخاب الأمين العام حميد شباط إلى غاية 18 من الشهر الجاري، وهي الدعوى التي أكد أعضاء بلا هوادة أنهم واثقون من كسبها بحكم وجود عدد من الخروقات التي لا يمكن التغاضي عنها.