- هل تحقق الدورة العاشرة من المهرجان الوطني للفيلم المغربي نقلة نوعية وكمية في مسيرة السينما بالمغرب، أو أنها استمرار لما سبق؟ < يمكن القول إن فلسفة المهرجان في حد ذاتها هي الوقوف عند الحصيلة التي تحققت خلال السنوات الفارطة، ومحاولة رصد أهم الإيجابيات، وكذا السلبيات، ولربما تدخل الدورة العاشرة في هذا النطاق. والقائمون على الشأن السينمائي لابد أن يروا في هذه انعكاسا لمدى التطور على الأقل من حيث الإنتاج. هنا المسألة تصبح رهينة بعدة معطيات، أولها هي الإشكال المتعلق بكتابة السيناريو، ونحن نعلم أن أغلب المخرجين لظروف ولأسباب متعددة، يجعلون من أنفسهم في ذات الوقت مخرجين وكتاب سيناريو، وهذا قد يؤثر على القيمة الإبداعية للمنتوج. ثانيها، أن السينما في المغرب خضعت لمسار ثقافي خاص تأثر بالمدارس الأوروبية خاصة الفرنسية والبولونية، وسار على هذه الطريق بعض المخرجين الذين درسوا في أوروبا أو الذين تكونوا في الأندية السينمائية. إلا أن المرحلة الآن، وأمام قلة القاعات السينمائية والجمهور الذي يتوافد على القاعات، تفرض اللجوء إلى كتابة سينمائية مبسطة تعتمد على جرأة الموضوع، أكثر من الخلق والابتكار. - خمسون سنة من السينما المغربية،هل كانت الحصيلة مرضية؟ < لا أريد أن ندخل في نقاش حول عمر السينما الوطنية هل هو خمسون سنة وهل تعبر عن الوضع الحقيقي؟ غير أن الواقع يفيد بأن السينما المغربية لم تبدأ إلا في السبعينات، وبالتالي فإن الأربعين سنة هي الأقرب. هناك أمثلة كثيرة من قبيل فيلم «وشمة»، «وليام أليام»، وهناك مخرجون محترفون من قبيل مصطفى الدرقاوي وعبد القادر لقطع، وفي التسعينيات، هناك داوود أولاد السيد، وفي نفس الوقت هناك عدد كبير من الإنتاجات التي لا تحمل من السينما إلا الاسم. أعتقد أننا قد تجاوزنا العوائق التقنية، كما أن آليات العمل قد تطورت في جانبها التقني، يبقى الجانب الإبداعي الذي تفتقر إليه أحيانا العديد من الأعمال التي تقدم نفسها على أنها سينمائية. - سينما الموجة الجديدة التي يقودها المخرجون المغاربة العائدون من المهجر، هل يمكن أن تشكل قيمة مضافة للسينما الوطنية؟ < سينما الموجة الجديدة في المغرب، أو الجيل الجديد للمخرجين المغاربة، ينطبق عليهم ما ينطبق على غيرهم، إلا أنهم يتميزون بنوع من التحكم في الأدوات السينمائية بحكم التكوين الذي تلقوه، وهو تكوين عصري، يسمح لهم بكفيفة الاشتغال المحض. التيمات التي يطرحونها قد نتفق معهم فيها أو قد لا نتفق، سينما الخماري مثلا. والأكيد أن هناك عددا من المخرجين، هم طاقات شابة، بيدها المشعل، بشرط أن يتمسكوا بما يشكل سينما مغربية وأن يبنوا أعمالهم على قواعد الشفافية في الإنتاج وفي العمل، والدخول للاحتراف من الباب الواسع. وما نقصده بالشفافية، هو أن يكون المسؤولون على مراقبة سير الإنتاج حريصين، وألا يعرقلوا مسيرة الإنتاج، لأن الأمر يتعلق بمال عمومي، وهذا دور لجنة الدعم، وأعتقد أن اللجنة المتعلقة بالجانب المالي تقوم بعمل جبار في هذا الجانب. * رئيس جمعية نقاد السينما في المغرب