عززت الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، مقرها الجديد الذي تم تدشينه يوم الجمعة الأخير، بتجهيزات الطاقة الشمسية الضوئية المدمجة. وستسمح هاته التجهيزات، التي تبلغ طاقتها الإجمالية حوالي 15 كيلو واط، بتغطية جزء من احتياجات المبنى من الكهرباء بواسطة 29 من الألواح الشمسية المدمجة مع وحدات شمسية ضوئية، مما سيسمح بتغطية حاجيات تكييف الهواء والتهوية على السطح، الأمر الذي سيمكن على المدى القصير من ترشيد هام لاستعمال الكهرباء. وأوضح المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية سعيد ملين، خلال حفل تدشين المقر الجديد للوكالة، أن هذا المشروع الرائد، الذي يعد ثمرة تعاون مثمر مع الوكالة الألمانية للطاقة ووزارة البيئة الألمانية الاتحادية للاقتصاد والتكنولوجيا والشركة الألمانية للطاقة الشمسية «أس سولار»، يروم أن يكون نموذجا رائدا لمؤهلات تكنولوجيا ال الطاقة الشمسية الضوئية المدمجة والطاقة المتجددة بشكل عام، من حيث الحد من فاتورة الكهرباء وتقليص تبعية الدولة للخارج على المستوى الطاقي. وأضاف أن الهدف يكمن أيضا في دعوة المتدخلين في قطاع البناء (المديرون، المهندسون المعماريون، ورجال الصناعة) إلى استخدام هذا النوع من التكنولوجيا في قطاع البناء على أوسع نطاق، من خلال الاستفادة من الدينامية التي تم إطلاقها لفائدة الطاقة المتجددة، وكذا من الإطار التنظيمي المشجع لتنميتها في البلاد. وأكد ملين أن منشآت الطاقة الشمسية التي تم بها تجهيز المقر الجديد للوكالة تعد تجسيدا لالتزام هاته الأخيرة بتعزيز السلوكيات الطاقية السليمة، التي تلبي جميع المتطلبات من حيث السلامة والنجاعة الطاقية الموثوق منها، مبرزا أن الوكالة ستتولى بتعاون مع شركائها، تكوين الفنيين من أجل الاستخدام السليم للتجهيزات الجديدة. ومن جانبه، أكد السفير الألماني في المغرب، مايكل ويتر، أن تدشين تجهيزات الطاقة الشمسية الضوئية المدمجة للوكالة، يعد ثمرة تعاون مغربي ألماني يعود لعدة سنوات من أجل إدخال الطاقات المتجددة في المغرب، وتعزيز النجاعة الطاقية وتحقيق التنمية المستدامة. وأشار ويتر إلى أنه، ومن خلال تبني تجهيزات مبتكرة بغرض الاقتصاد في استعمال، تكون الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، التي «هي شريكنا الرئيسي في المغرب في مجال الطاقات المتجددة»، قد أعطت النموذج وتتموقع من الآن فصاعدا كسباقة على الصعيد الوطني، في هذا المجال، مبرزا أن مساهمة ألمانيا في هذا المشروع تمت على مستوى الدعم التقني والمالي وتقديم خبرتها في هذا المجال. ومن جانبه أبرز محمد العراقي، المدير العام لشركة «أس سولار» المغرب، الطابع المجدد للمشروع على اعتبار أن الشركاء حرصوا على أن تكون التجهيزات مندمجة بشكل جيد في الهندسة المعمارية للبناء وتركيبها بشكل يضمن لها أداء جيدا واستمرارية أطول في الزمن مع ضمان نجاعتها الاستثنائية. وبعد الإعلان عن إطلاق دورات تكوينية لفائدة التقنيين بالوكالة، أكد العراقي أن نجاح هذه التجربة الرائدة يدل على جدوى وأهمية مفهوم التكنولوجيا الضوئية الشمسية المدمجة، الذي يمكن أن تستفيد منه العديد من المجالات الأخرى من ضمنها الإدارات وقطاعا الصناعة والفلاحة، بما يسمح لها جميعا بإنتاج الطاقة التي يحتاجون وإليها في تسييرهم اليومي.