عاد صراع رئاسة الحكومة واتحاد الباطرونا مجددا إلى الواجهة بمناسبة المنتدى المغربي للتجارة الدولية والمناظرة الوطنية للتصدير. فبعد أن وصفت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، عجز الميزان التجاري للمغرب ب»الخطير»، ومطالبتها الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة كفيلة بتجاوز هذه الوضعية، رد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بالتأكيد على «الحاجة إلى التعاون مع الباطرونا وليس إلى المشاكسات». وخاطب بنكيران، صبيحة أمس في افتتاح المناظرة الوطنية للتصدير، مريم بنصالح شقرون قائلا: «لا تتصوروا أننا سننجح إذا دخلنا في المشاكسات، خصوصا في قطاع التصدير، لأنه يتعلق بالتعامل مع الخارج، لا مشكلة في المشاكسات داخليا، ولكن ينبغي أن نتعاون حين يتعلق الأمر بالخارج». كما أعلن بنكيران عن إحداث لجنة وطنية لدعم التصدير تضمّ في عضويتها مختلف الفاعلين العموميين والخواص المشتغلين في هذا القطاع للنهوض بالصادرات المغربية. واعترف بنكيران بوجود اختلال في المبادلات التجارية للمغرب قادت إلى عجزي وصفه ب»البنيويّ» في الميزان التجاري المغربي. وشدد على أن الوضعية الحالية تستوجب العمل على تقوية تنافسية الاقتصاد المغربي ودعم المقاولات المغربية من أجل وقف نزيف هذا العجز، «الذي ما فتئ يتفاقم»، على حد تعبير رئيس الحكومة. وقال بنكيران إن «الوضعية الحالية للميزان التجارية تحتم على مختلف الفاعلين في قطاع التصدير، عمومين وخواصا، التحلي بالمزيد من اليقظة». كما أقرّ رئيس الحكومة بالأثر السلبي لاتفاقيات التبادل الحر التي أبرمها المغرب مع العديد من الدول، وأكد أنها «أسهمت في تعميق عجز الميزان التجاري». وإضافة إلى إحداث لجنة وطنية لدعم التصدير، كشف بنكيران إجراءات أخرى اعتبرها عاجلة لوقف نزيف العجز التجاري. وتتمثل هذه الإجراءات بالأساس في «تقوية العرض التصديري والدفع بالمهن العالمية واستهداف أسواق جديدة وتعزيز مهام المؤسسات العمومية المكلفة بإنعاش الصادرات».