تحوّلت جلسة لمحاسبة شركة «ليدك» عن دور الشركة في محاربة الفيضانات في الدارالبيضاء، خلال الجولة الثانية للدورة الاستثنائية لمجلس المدينة، الذي انعقد أول أمس (الخميس) إلى فضاء للشجار والتراشق بالكلام بين المستشار مراد علا، عن حزب الحركة الشعبية، وإبراهيم أدناس، عن حزب العدالة والتنمية، بسبب رغبة نائب العمدة، مصطفى الحايا، في تقديم الطاهر عكال، رئيس المصلحة الدائمة لمراقبة شركة «ليدك»، لأعضاء المجلس، الأمر الذي رفضه مراد علا، بدعوى أن «التقديم يجب أن ينصبّ فقط على مدير الشركة ومن تكلّفا بقراءة عروض الشركة وليس أي طرف آخر». وأمام إلحاح مصطفى الحايا، عن حزب العدالة والتنمية، على مسألة التقديم «انتفض» مراد علا، رافضا هذا الأمر، ما دفع الحايا إلى النزول من المنصة والتوجه إلى مكان جلوس زملائه في الحزب، معتبرا أن من حقه تناول «كلمة نظام» كواحد من المستشارين، وفي هذه اللحظة بالذات انتفض مراد علا وانتقل نحو أعضاء العدالة والتنمية، متشبثا بعدم أخذ الحايا «نقطة نظام»، ما أثار استفزاز المستشار إبراهيم أدناس، زميل الحايا في الحزب، الذي صرخ في وجه علا طالبا منه العودة إلى مكانه، و»تراشَق» الطرفان بكلامٍ كاد أن يُحوّل مكان الدورة إلى حلبة للملاكمة بينهما.. وحين اشتدّ الصراع بين الطرفين تدخل بعض المنتخبين لإرغام علا على مغادرة القاعة، حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا تُحمَد عقباه، ما سمح للحايا بتناول «كلمة نظام»، فقال «إن قضية تغيير رئيس المصلحة الدائمة للمراقبة وتعيين عكال مكانه حدث بارز في الدارالبيضاء، وكان من اللازم تنوير أعضاء المجلس بهذا الأمر، وليس لأحد الحقّ في مصادرة حقي في الكلام». وبعدما هدأت الأجواء في القاعة تقدّم مراد علا باعتذار، مؤكدا أنه في بداية الجلسة تم رفض انطلاقتها قبل حلول جميع أعضاء المجلس، بمن فيهم فريق العدالة والتنمية». ولم يؤثر هذا الحدث على المحاكمة الرمزية التي نصبها أعضاء المجلس لشركة «ليدك»، حيث قال محمد فهيم، عضو لجنة التتبع، إن «قضية ليدك شائكة، والمجلس يتحمل المسؤولية الكبرى، وإننا داخل اللجنة منكبّون على مسألة المراجعة، علما أننا لا نتوصل بالكثير من الحقائق، ولا أعرف في الحقيقة الأسباب التي تحُول دون أن تضمّ المصلحة الدائمة لمراقبة ليدك أطرا من المجلس».