- عرفت رياضة ألعاب القوى الوطنية خلال السنوات الأخيرة تراجعا مهولا فيما يتعلق بالنتائج بالرغم من قيمة الأموال المرصودة من قبل الجامعة، برأيك أين يكمن الخلل؟ بالفعل تراجع مستوى رياضة ألعاب القوى الوطنية مقارنة بفترتي الثمانينيات والتسعينيات حينما كانت هناك وفرة وطفرة نوعية فيما يتعلق بالنتائج والإنجازات كما أن الموارد البشرية (عدد العدائين)، كانت متوفرة خاصة بالنسبة للخلف،للأسف حاليا تقلص عدد العدائين القادرين على تأمين الاستمرارية مما صعب من مأمورية الجهاز التقني بالجامعة في إيجاد المواهب الشابة خاصة وأن طبيعة الحياة اليومية قد تغيرت بشكل جذري عما كان عليه الأمر خلال القرن الماضي، إذ أصبح الشباب أهدافا سهلة لتأثيرات سلبية ألهتهم عن الاهتمام بالجانب الرياضي خاصة ألعاب القوى علما بأن هذه الرياضة تعتمد بالأساس على التعب والإجهاد الناجم عن كثافة التداريب والتمارين اليومية المرهقة. - هل يمكن التفصيل أكثر لم تهتم الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى في السابق بفائض العدائين الذي كان متوفرا حينما اكتفت حينها، بما يمكن أن نسميه «بالغرف» مما كان متاحا من عناصر بذل أن توليها الأهمية التي تستحق لتأمين الخلف الشيء الذي أثر سلبا على مستقبل رياضة ألعاب القوى الوطنية في الوقت الراهن وصعب من مأموريتها في ملأ الفراغ الموجود حاليا. لهذا تحاول الجامعة اليوم تدارك هذا الخلل عبر تبني سياسة جديدة براغماتية بحثا عن تأمين الخلف مجددا. وللتذكير فقط لم يكن مستوى المشاركة المغربية في بطولة العالم لألعاب القوى للشبان العام 2005 يرقى لحجم التطلعات مما زاد من حجم القطيعة مع النتائج الجيدة التي تم تحقيقها في السابق وبالتالي تطلب أمر تجاوزها حوالي 10 سنوات لتأمين الخلف. - إذن من يتحمل المسؤولية في تدهور نتائج ومستوى رياضة ألعاب القوى الوطنية؟ أعتقد بأن المسؤولية مشتركة سواء بالنسبة للجامعة أو الأشخاص فضلا عن العصب الجهوية والأندية والتي تقلص عددها وهمش دورها مما أثر سلبا على مردوديتها بالنسبة لتكوين العدائين، مما دفع بالجامعة الحالية للتفكير في جعل النادي في صلب اهتمامها خاصة وأن الأخير يعتبر النواة الأولى للتنقيب عن المواهب القادرة على تطعيم المنتخب الوطني بالعدائين الواعدين مما يفسر قيمة الدعم المادي والمعنوي الذي أصبحت تتمتع به الأندية والجمعيات على امتداد التراب الوطني. برأيك هل التهميش الذي طال الرياضة المدرسية ساهم بدوره في أفول رياضة ألعاب القوى الوطنية؟ لا بد من التذكير بأن الرياضة المدرسية تساير بدورها واقع الرياضة الوطنية بشكل عام ما يعني بأن مستوى الرياضة المدرسية قد عرف بدوره تقهقرا ملحوظا خلال الآونة الأخيرة خاصة وأنه كان من المفروض أن تكون بمثابة الخزان الذي تتزود منه الرياضة بالمواهب وبالتالي نخلص إلى أن الرياضة المدرسية كان لها نصيب وافر في تراجع نتائج ألعاب القوى الوطنية. - وماذا عن غياب البنية التحتية الملائمة لخوض التداريب،فمثلا عادة ما يضطر العداؤون بعصبة جهة الدارالبيضاء الكبرى لأداء مبالغ مالية من أجل استغلال الحلبة المطاطية لملعب بوركون فضلا عن الحالة المزرية لملعب لاكازابلانكيز؟ بالفعل كان لمدينة الدار البيضاء قصب السبق فيما يتعلق بتوفر بنيات تحتية مناسبة على غرار حلبة ملعب بوركون في وقت كانت مدن أخرى تفتقد إليها، للأسف الشديد يحز في القلب ما آلت إليه وضعية ملعب الحديقة العربية «لاكازابلانكيز» خاصة وأنه كان مشتلا حقيقيا لتكوين عدد كبير من أبرز العدائين، أتمنى أن يجد هذا المشكل طريقه إلى الحل بالرغم من صعوبته بمساهمة جميع المتدخلين من وزارة وصية وجامعة ومجالس منتخبة . - بالنظر لما راكمته من تجارب هل لديك استراتيجية معينة لتطوير مستوى العاب القوى الوطنية؟ انطلاقا من منصبي الحالي كمنسق للجنة التقنية الوطنية وضعت من ضمن أولوياتي تكوين فريق للعمل من الشباب والذي يضم مزيجا من الأطر ذات التكوين الأكاديمي (خريجي المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد والمعاهد العليا ) بالإضافة لبعض الأبطال السابقين ممن يخضعون حاليا لتكوين أكاديمي سريع للإلمام بالمبادئ الأساسية التي تتطلبها طبيعة مهامهم بالإدارة التقنية الوطنية. شخصيا لدي أمل في مجموعة من العدائين الناشئين ممن أبانوا عن مؤهلات عالية خلال بطولة العالم للشبان ببرشلونة حيث تمكن ثلاثة منهم من الظفر بميداليات نحاسية خصوصا في مسافتي 1500 م و3000 م موانع في حين احتل أربعة آخرون مراتب مشرفة ،وعليه سأكون فريقا منسجما بالنسبة للمسافات نصف المتوسطة على أن ينافس بقوة خلال الألعاب الأولمبية بريو عام 2016 مرورا بالمشاركة في البطولات العالمية للاحتكاك. - وما ذا عن مصير الأعضاء السابقين للإدارة التقنية الوطنية ؟ لن أقطع حبل التواصل معهم فيما يتعلق بطلب المشورة إذ من المقرر أن يلتحق المدربون السابقون سواء بالأندية أو العصب الجهوية التابعين لها لمواصلة عملهم. - ما هي الأسباب الكامنة وراء غياب التتويج في المسابقات التقنية؟ يمكن القول بأننا في الطريق نحو تجاوز الفراغ الموجود في هذا النوع من المنافسات حيث إن العديد من البوادر توحي بذلك خاصة بالنسبة لسباقات السرعة والحواجز (400 م ) إذ ما زال الأمل معقودا على العداءة المباركي، فضلا عن العداء عزيز أوهدي (100 م مستوية )، كما أننا تمكنا من بلوغ مسافة 8.40 م بالنسبة لمسابقة القفز الطولي في وقت لم نكن نحلم في السابق ببلوغ مسافة معينة،بالمقابل لا زلنا نعاني من نقص واضح في مسابقات الرمي بأنواعه . - سجل المنتخب الوطني لألعاب القوى أسوء مشاركة له خلال الألعاب الأولمبية الأخيرة بلندن حينما اكتفى بميدالية نحاسية وحيدة بالرغم من حجم الأموال المرصودة لتهيئ عدائي الصفوة والإعداد المكثف، ما السبب في رأيك؟ لقد وفرت الجامعة دعما ماديا ومعنويا للعدائين فضلا عن الإعداد الجيد في أفق البصم على مشاركة جيدة في الألعاب الأولمبية الأخيرة بلندن،لكن للأسف ساد نوع من الارتباك الواضح كما أن الجو المحيط بعدائي المنتخب لوطني المغربي كان مكهربا قبيل الانطلاقة الرسمية لفعاليات الألعاب الأولمبية،أضف إلى ذلك شعر العداؤون بضغط رهيب متعدد المصادر خاصة بعد اتهام بعض عناصر المنتخب الوطني المغربي بالتعاطي للمنشطات في وقت حساس جدا ما أثر بشكل سلبي على نفسية ومعنويات المجموعة بل حدث وأصيب بعد العدائين بانهيار عصبي (ابتسام لخواض مثلا) وبالتالي فشلت بعض العناصر في التأهل لنهاية بعض المسابقات وهي التي كان الأمل معقودا عليها لتحقيق نتائج جيدة بفعل الارتباك والتداعيات السلبية لما تم الترويج له من أخبار تتعلق باحتمال تعاطي بعض عدائي المنتخب الوطني لمواد محظورة ونحن نعلم جيدا حساسية نفسية عدائي الصفوة. - «مقاطعا» لكن أصبح من المألوف تعاقد الاتحادات الدولية مع أخصائيين في الطب النفسي الرياضي لمواكبة العدائين ومؤزارتهم موازاة مع الإعداد البدني ،هل تفكر الجامعة في تبني المبادرة ذاتها؟ بالفعل أفكر بجدية في دفع الجامعة للتعاقد مع طبيب لعلم النفس الرياضي مغربي الجنسية لما للأمر من أهمية بالغة، إذ قد يحدث ويخضع عداؤو الصفوة لإعداد بدني وتقني عالي المستوى لكن ينهارون في آخر اللحظات لأبسط الأسباب مما يتطلب دعما نفسيا ومعنويا ملحا علما بأن الجامعة قد فسخت العقد الذي كان يجمعها بالخبير المغربي إسعاد مستقيم - برأيك ما هي الشروط الموضوعية الواجب توفرها فيمن ستوكل إليهم مهمة الإشراف على تسيير المراكز الجهوية لألعاب القوى ؟ قامت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى بمجهود واضح لإنشاء مراكز جهوية لألعاب القوى والتي ستعرف انطلاقتها الرسمية خلال هذا الموسم (عددها خمسة) هذا بالإضافة للأكاديمية والمركز الجهوي بإيفران ، ومن المرتقب أن تونط بها مهمة تكوين العدائين الناشئين (فئتي الصغار والفتيان )، شخصيا أتمنى أن يمنح الوقت الكافي للأطر التي ستسهر على تسيير المراكز الجهوية لألعاب القوى التي ستكون بمثابة الخزان الأساسي لتزويد المنتخبات الوطنية بالمواهب علما بأن مهمتي الرئيسية كمنسق للجنة التقنية الوطنية تقتضي التعامل والتنسيق المستمر والمباشر معها وبالتالي تقييم عملها لاحقا. - هل من الممكن أن تدعو الإدارة التقنية الوطنية بعض قدماء العدائين المعتزلين للاشتغال إلى جانبها بالنظر لما راكموه من تجارب وخبرات لتطوير مستوى ألعاب القوى الوطنية؟ بطبيعة الحال أأكد على أن باب الإدارة التقنية الوطنية سيظل مفتوحا في وجه قدماء الأبطال المغاربة للاستفادة من تجاربهم وإنجازاتهم ممن لديهم الرغبة . - على ضوء الواقع الحالي لألعاب القوى الوطنية كيف يمكن توقع مستقبل هذه الرياضة؟ أعتقد بأن مستقبل رياضة ألعاب القوى الوطنية المتوسط والبعيد واعد إذ نتوفر في الوقت الحالي على عدد من العدائين الناشئين الواعدين ما يعني بأننا سنوليهم العناية والاهتمام اللازم لإعدادهم للاستحقاقات الرسمية في بعدها القاري والعالمي خلال الثلاث سنوات المقبلة. وفيما يتعلق بالمنظور القريب لا زال العداء العالمي عبد العاطي إكدير يمتلك القدرة على تحقيق إنجازات جيدة وبالتالي أثق في إمكانياته كثيرا. - انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تنظيم السباقات على الطريق ما يطرح فرضية تأثيرها السلبي على مستوى عدائي المنتخب الوطني،هل تفكر الجامعة في فرض دفتر للتحملات على منظمي تلك التظاهرات في أفق تقنينها؟ بالفعل وضعت الأصبع على مكمن الداء إذ ان الشكل الذي تنظم به السباقات على الطريق وما أكثرها لا يتناسب وسياسة الجامعة، ولهذا سيتم إخضاع الجهات المنظمة لتلك التظاهرات لما تنص عليه بنود دفتر التحملات لتسهيل المواكبة خاصة المراقبة المتعلقة بالكشف عن المنشطات، كما أن الجامعة ستضع ضوابط صارمة لعدائي المنتخب الوطني لتمكينهم من المشاركة في السباقات على الطريق بشكل لا يؤثر على برنامجهم الإعدادي.