احتضنت الدار البيضاء، الخميس الماضي، الدورة الثانية من ملتقى تعزيز وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، التي خصصت لموضوع «المرأة في الصناعة الثقافية والإبداع في المنطقة الإفريقية والبحر الأبيض المتوسط». واستعرض الملتقى الثاني عددا من القضايا المتصلة بالصناعة الثقافية المرتبطة بعالم المرأة. ومن أهم الموضوعات، التي توقف عندها متدخلون مغاربة وإسبان وفرنسيون، «المرأة والهندسة المعاصرة من إفريقيا إلى أوربا»، الذي تعرض إلى تأثير موضوعة المرأة في الديكور والهندسة المعاصرة، والتقليعات الثورية التي حدثت في هذا الإطار، ومن بينها تحديدا ما يتصل بنساء حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا الشمالية. وطرح الملتقى أيضا محور العمارة بالمغرب بين التراث والعصرنة، بتعاون مع كازا آربي (المنزل العربي)، وقدمت المغربية سلمى زرهوني، مديرة مراجعة الهندسة المعمارية المغربية، مداخلة في الموضوع، تلتها المتدخلة حورية سرحان، مهندسة، حول ذاكرة البيضاء. ومن المحاور التي تطرق إليها المنتدى الرؤية الإيجابية للمرأة بالبحر الأبيض المتوسط بتعاون مع كازا ميديترانيو (دار البحر الأبيض المتوسط) مع تقديم فيلم: على حافة الصحراء EL UMBRAL DEL DESIERTO. وفي مائدة مستديرة طرحت كل من فدوى بوزوبع، المساعدة التجارية الرئيسية لكواطريكساس كونثالبيز برييرا، ونادية برنوصي، دكتوراة الدولة في القانون العام، وغوادلوب دياز، المساعدة بقسم المالية والضرائب لكواطريكساس كونثالبيز برييرا/ إسبانيا، آراءهن حول دور المرأة في عالم اليوم، والإمكانية المتاحة لها في الإقلاع الثقافي والمجتمعي. وفي الجانب الفني، تطرقت مائدة مستديرة، بحضور جميع الفنانين المشاركين في معرض «بصمات المرأة.. الآن وغدا» إلى رؤية المرأة في عالم الفن البصري بإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، تدخل فيها كل من فيكتور ديل كامبو، القيم العام الفني لفورو الدار البيضاء، وإنغريد موانغي، وهو فنان من كينيا، إضافة إلى الفرنسية ساندرا أنسلوت، والفنانة دليلة علوي من المغرب، وبيغونيا مارتنيز من إسبانيا. أوراش ونقاشات في إحدى ورشات العمل تم التركيز على ضرورة المحافظة على الذاكرة الجماعية. واستعرضت حورية سرحان البنية التاريخية لمدينة الدار البيضاء التي بدأت ك «مدينة بلا تاريخ» إلى مدينة ذات عمارة فنية. فيما أبرزت سلمى زرهوني دور المرأة في إنجاز أعمال ضخمة وضربت المثل بفاطمة الفهرية التي بنت جامع القرويين بفاس ومريم سوسان صاحبة السكن المستقل. وسمحت ورشة «المساواة بين الجنسين في مجال الثقافة بالبحر الأبيض المتوسط وجنوب الصحراء» بتبادل الخبرات بين إسبانيا والمغرب. وأكدت غوادالوبي دياز أنه عكس ما يمكن للمرء أن يتصور، فالمرأة ليست ممثلة جيدا في الصناعة الثقافية في إسبانيا، ويتجلى ذلك في الحصول على جوائز مختلف الفنون وإدارة المتاحف والأروقة. ودعت بيغونيا مارتينيز إلى ملكية المرأة في الصناعة الثقافية من خلال الإبداع والكفاءة. وبالنسبة للمغرب فإن «دستور يوليوز 2011 نص على المساواة بين الرجل والمرأة وتكريسها بناء على الاتفاقيات الدولية»، وعليه أكدت فدوى بوزوبع أن هناك إرادة قوية من المغرب في تكريس دور المرأة في الثقافة . هذا هو عمل قوية في رغبة المغرب في تأكيد دور المرأة في الثقافة. وأشارت سمية جلال ميكو إلى أنه «بدأنا نفقد الحرفيين مع نزوح المرأة القروية التي كانت تتقن فن النسيج». وستحتضن الدارالبيضاء آرت ويك في مارس 2013. وقد تم في الأخير تقديم معرض صور عمل الفنان دافيد بلاثين (إسبانيا)، الذي قدم معرضه الذي هو عبارة عن ورشة في إطار ما يعرف بالفن المفاهيمي. ويبقى الحدث الأهم، في منتدى الدار البيضاء الثاني هو تكريم الفنانة التشكيلية مليكة أكزناي (من مواليد 1938 بمراكش) التي تقيم وتعمل بمدينة الدارالبيضاء، وهي فنانة تشكيلية، ونحاتة ومتخصصة في فن الحفر، عاشقة للفنون، يتمثل تفردها في استخدام الطحالب على القماش والخشب والنقوش، وهي تقنية تجد فيها مليكة سعادتها الكبرى. في مطلع الثمانينيات اطلعت مليكة على عالم النقش بمدينة أصيلة على يد كبار الفنانين أمثال رومان أرتيموسكي، محمد عمر خليل، كريتشنا ريدي وروبرت بلاكبوم. وهي وفية منذ 30 سنة إلى اليوم لموسم أصيلة ورواق النقش. الكتابة بالطحالب هي تقنية فريدة من نوعها ولا مثيل لها يمكن أن تجعل من وميض الألوان تنقش على القماش.