تحولت مراسيم تشييع جنازة حرفيّ متوفى بسبب حادثة سير في الطريق الرابطة بين المدينة وبين مركب حرفي للصناع التقليديين، في ناحية منتجع سيدي حرازم، زوال يوم أول أمس السبت، إلى مسيرة ضد الإنفلات الأمني في الأحياء الشعبية. وعمد ما يقارب 500 محتج إلى قطع الطريق لحوالي 3 ساعات، ما أدى إلى ارتباك كبير في حركة السير. ولم تتدخل القوات العمومية لتعنيف المتظاهرين، خوفا من أن يزيد ذلك في تعميق «الاحتقان» ضد عناصر الأمن في منطقة سيدي بوجيدة وجنان الورد، وهما من الأحياء الشعبية التي تقدم على أنها من أبرز البؤر السوداء أمنيا في العاصمة العلمية. وقالت المصادر إن شابا معروفا بسوابقه العدلية قد اعتدى، في وقت متأخر من الليل، على حرفيّ، بواسطة السلاح الأبيض. وأورد عدد من المحتجين أنّ المتهم معروف في الأوساط بارتكابه اعتداءات وبترويعه الحي وتكوينه عصابة تتجر في الكحول وتقوم بسرقة الدراجات. وتحدثت إحدى المحتجات عن أن الضحية تعرّض لضربات موجعة أدت إلى تشوهات في أنحاء مختلفة من جسده. واحتجّ المتظاهرون بغضب عن غياب الأمن عن أحيائهم. واستغل الحرفيون «المناسبة» للمطالبة بإصلاح الطريق وتزويدها بالإنارة وربط مركّبهم بوسائل النقل الضرورية. وقد شارك في هذه الاحتجاجات عدد من المواطنين، الذين استغلوا المناسبة أيضا ل»تصفية» حسابات عالقة لهم مع رجال الأمن. وتحدث متظاهرون آخرون عن ارتفاع الجرائم في الأحياء الشعبية للمدينة، من نشل وسرقة. وسبق لهذا الوضع أن أخرج، في الآونة الأخيرة، ساكنة حيي «بنسودة» و»لابيطا» في احتجاجات إلى الشارع العام، وقرر بعض المحتجين اللجوء إلى قبالة ولاية الأمن لترديد شعارات مناوئة لمسؤوليها. وسبق لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أن حلت بالمدينة للقيام بتدخلات أمنية لاعتقال المنحرفين والمجرمين والمتهمين بارتكاب مخالفات، وأدخلت أسماؤهم في لائحة المبحوث عنهم. وتم تمشيط عدد من البؤر السوداء في المدينة، ما أدى إلى «تهدئة» الأوضاع.