أكدت مصادر متطابقة ل«المساء» أن اعتماد تقنية الجيل الرابع «4 جي» في الاتصالات قد يتأخر اعتماده بالمغرب، نظرا لتلكؤ شركتي الاتصالات النشيطتين بالمغرب، واللتين تعتمدان لحد الآن على تقنية الجيل الثالث، وهما «اتصالات المغرب» و«ميديتيل»، باعتبار أن الشركة الثالثة «وانا كوربوريت» لا تستعمل «3جي» في خدماتها الموجهة إلى الزبون المغربي. وأضافت نفس المصادر أن عدم استعداد شركات الاتصالات المغربية في نشر هذه التقنية التي تمنح لمستعمليها سرعة صبيب جد عالية، هو الكلفة المالية المرتفعة لإدخال هذه التقنية للمغرب، ينضاف إليها تقلص أرباح الشركات خلال السنين الأخيرة، رغم الاستثمار المهم في إدخال تقنية الجيل الثالث «3جي»، أي أن «اتصالات المغرب» و«ميديتيل» لم تسترجعا بعد أرباحا مهمة جراء استثماراتهما الأخيرة في «3 جي»، لأن أهم مزايا الجيل الثالث من تقنية الاتصالات النقالة هي القدرة على دعم عدد أكبر من مستخدمي الصوت والبيانات في وقت واحد وبمعدلات نقل بيانات سريعة جدا قد تصل إلى 80 جيغا، لكنها استلزمت من شركات الاتصالات ترقية عتادها والحاجة إلى شراء هاتف يدعم مزايا الجيل الثالث، وهو ما جعلها ترقية مكلفة جدا للجميع، أي مزودي الخدمة ومشتركيها. وجاءت مصادقة الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات على منح الترخيص لهذا الجيل، بعد اجتماع لمجلسها الإداري، قبل ستة أشهر، وتعد عملية منح ترددات «4جي» من التدابير الهامة التي تنص عليها المذكرة التوجيهية العامة من أجل تطوير قطاع الاتصالات في أفق 2013 التي اعتمدها المجلس الإداري للوكالة في شهر فبراير 2010. يشار إلى أن تكنولوجيا الجيل الرابع تعرف انتشارا واسعا في آسيا وأمريكا الشمالية وأوربا ومنطقة الشرق الأوسط، حيث تحتكر أغلب الشركات البريطانية والأمريكية خدمات الجيل الرابع، وتمنح مستعمليها سرعة صبيب عالية جدا بالمقارنة مع تكنولوجيا الجيل الثالث. يذكر أن الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، شهر يوليوز المنصرم، أطلقت مناقصة من أجل اختيار مكتب للدراسات لمواكبة عملية إطلاق رخص خدمات الجيل الرابع، حيث من المنتظر أن يصبح المغرب لو اعتمد هذه التقنية من بين عدد قليل من البلدان المتقدمة التي تستفيد من هذا النوع من الرخص، الذي يتيح خدمات متطورة في عالم الاتصالات. وفي سياق متصل، أعلنت شركة «نوكيا سيمنس»، في إطار إستراتيجيتها الجديدة، عن إطلاق سلسلة من الخدمات الجديدة ضمن خدمات «موبايل برودباند» وإدارة خبرة العملاء. وقالت نزهة لغريسي، رئيسة قسم التسويق، إفريقيا وأوروبا ب«نوكيا سيمنس نتووركس»، إن محللي قطاع الاتصالات يجمعون على أن عائدات الفاعلين في مختلف الخدمات لن تعرف نموا مهما إلى حدود أفق 2020. كما أن حجم بيانات الهواتف النقالة سيعرف ارتفاعا مهولا، حيث سيتضاعف استهلاك كل مستخدم كل عامين، مما سيؤدي إلى تضاعف حركة تناقل البيانات عبر الهواتف النقالة ب 8 مرات خلال الخمس سنوات القادمة. ولمواكبة هذا الطلب، فإن الشركة، تضيف لغريسي، تسخر كل جهودها على مساعدة الفاعلين لضمان مستويات مهمة من البيانات المتنقلة بشكل فعال. وأبرزت المتحدثة أن المغرب بدوره، ونظرا للنمو الهائل الذي يعرفه القطاع ونسبة انتشار الهاتف النقال والتي ستبلغ 113 في المائة بحلول نهاية هذا العام، مقابل 65 في المائة قبل 5 سنوات، معني بهذا التطور، لمواجهة مخاطر تشبع الشبكات وتفادي الاختناقات في مختلف مكونات أو أجزاء الشبكة (الإذاعة، قلب الشبكة وشبكة البث)، حيث إن الإقبال المتزايد على الهواتف الذكية لمشاركة الفيديوهات والصور عبر الشبكات الاجتماعية وسحابة التخزين جعل نسبة البيانات المرسلة من شبكة الهاتف النقال تمثل 20 في المائة من عمل الشبكة. ولتحسين ربحية الصبيب العالي، فإن «نوكيا سيمنس نيتووركس» تجمع ثلاث وظائف فعالة في برنامج إعتمادا على إمكانيات «ليكويد نت»، والذي يوفر تحميلات أسرع للبيانات ويمكن من الاستفادة الكاملة من موارد الشبكة وقدرات الهواتف الذكية.