تعرض الشيخ السلفي عبد الوهاب الرفيقي الملقب بأبي حفص للمنع من جديد من ولوج الأراضي التونسية للمشاركة في مساع مغربية للصلح بين التيار السلفي وحركة النهضة، التي تسير الشأن العام التونسي بعد الإطاحة بنظام بنعلي. وقال أبو حفص، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، إنه تعرض للمنع من جديد في مطار تونس من قبل رجال شرطة، أخبروه بأنهم يطبقون التعليمات دون توضيحات أخرى. القرار أغضب رشيد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، لكن الرفيقي لم يتمكن مع ذلك من المساهمة في مساعي الوساطة بين «الإخوة/الأعداء» في تونس ما بعد «الربيع العربي». وقال الشيخ أبو حفص، الذي أفرج عنه مؤخرا بموجب عفو ملكي، إنه استجاب لاتصال هاتفي من بعض المشايخ بالجزيرة العربية، بتنسيق مع حركة التوحيد والإصلاح، للمشاركة في وفد يعمل على إصلاح ذات البين، والاستماع إلى كل الأطراف، ومحاولة الوصول إلى حل يمنع مزيدا من التوتر والتشنج في تونس. وألغى الشيخ السلفي كل التزاماته المبرمجة سلفا، وقرر التوجه نحو تونس العاصمة، «لكن عند وصولي إلى مطار تونس فوجئت عند باب الطائرة بأربعة من ضباط الداخلية طلبوا مني جواز السفر، ثم أخبروني بلباقة بمنعي من دخول تونس لأسباب لا يعرفونها». وحاول الشيخ أبو حفص أن يوضح أسباب قدومه، لكن الضباط أخبروه بأن الأمر يتعلق ب«التعليمات»، فاضطر إلى العودة على متن نفس الطائرة التي أقلته نحو العاصمة تونس. وتدخل قياديون في حركة التوحيد والإصلاح لدى رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، الذي يوجد في السودان، فطلب هذا الأخير عبد الوهاب الرفيقي، وكلف ابنه بتنسيق عملية الرجوع، لكن عدم تمكن الرفيقي من حجز مقعد وإصابته بمرض طارئ حالا دون عودته، يقول البيان التوضيحي الذي استغرب أن «يرد دعاة الإصلاح على الدخول لبلد تقوده حكومة إسلامية، وفي ظل ثورة باركها كل العالم، وباركناها من داخل زنازننا، وكان من ثمراتها خروج وزير الداخلية نفسه من نفس ما كنا فيه، ليعود اليوم لنفس ممارسات العهد السابق، فنرجو ألا يتكرر مثل هذا الخطأ، وأن تبقى تونسالجديدة على نفس الصورة التي رسمناها لها».