وكالات يطلع مسؤولون كبار من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أعضاء الكونغرس على تحقيقهم حول القضية التي أنهت مسيرة مدير «السي آي إيه» ديفيد بترايوس وأثارت قلقا حول احتمال حصول اختراق أمني. وبترايوس، الذي يعتبر مهندس الإستراتيجية الرابحة للولايات المتحدة في العراق، استقال الجمعة بعد الاعتراف بإقامة علاقة خارج إطار الزواج ما أثار ضجة كبرى في واشنطن بعد ثلاثة أيام فقط على إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وتساءل عضو جمهوري بارز في إدارة أوباما حول أسباب تأخر ال»إف بي آي» عدة أشهر لإبلاغ إدارة أوباما بالأمر، خصوصا إذا كان هناك قلق جدي حول حصول خرق في الاستخبارات. ومن المرتقب أن يلتقي كبار المسؤولين في جهازي المخابرات أعضاء بارزين في الكونغرس لاطلاعهم على تفاصيل التحقيق. وتبين أن المرأة التي أقام بترايوس علاقة معها هي بولا برودويل (40 عاما) وهي ضابط سابق في الجيش وأمضت فترات طويلة تجري مقابلات مع بترايوس، فيما كانت تحضر سيرته الذاتية قبل نشر الكتاب الذي حقق مبيعات كبرى. وأشارت تقارير صحافية إلى أن القضية ظهرت حين تلقى مكتب التحقيقات الفدرالي طلبا للتدخل وإطلاق تحقيق بعدما اشتكت امرأة ثانية بأنها تلقت رسائل بالبريد الإلكتروني تتضمن «مضايقات» أرسلتها برودويل. وقال مسؤول في الكونغرس اطلع على القضية بدون الكشف عن اسمه لصحيفة «نيويورك تايمز»: «لم يبدأ الأمر ببترايوس، لكن في سياق التحقيق ظهر اسمه». والرسائل الإلكترونية من برودويل، المتزوجة والأم لولدين، توحي بأنها كانت تعتبر المرأة الأخرى منافسة لها في علاقتها مع الجنرال البالغ من العمر 60 عاما كما قال مسؤولون لوسائل إعلام أمريكية. وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية أن المرأة الأخرى هي جيل كيلي (37 عاما) وهي تعمل «مساعدة ارتباط» في قاعدة جوية في فلوريدا وكانت لها كما يبدو علاقة صداقة طويلة مع بترايوس لكن ليس لها أي صفة رسمية في الجيش. وكيلي أصيبت بخوف شديد كما أفادت صحيفة «واشنطن بوست»، وتوجهت قبل بضعة أشهر إلى مكتب التحقيقات الفدرالي لطلب الحماية ومعرفة الجهة المرسلة. وسرعان ما اكتشف ال»إف بي أي» رسائل برودويل التي تتضمن إيحاءات جنسية واضحة مع بترايوس ما أثار مخاوف من احتمال حصول خرق أمني على المستوى الوطني إذا تمكن أحد ما من الوصول إلى الحساب الشخصي على البريد الإلكتروني لمدير ال»سي آي إيه.» وفيما يبدأ أوباما ولاية ثانية سيكون عليه أن يجد بديلا ليس فقط لهيلاري كلينتون وإنما لوزيري الدفاع ليون بانيتا والخزانة تيموثي غايتنر أيضا. وتدور تكهنات كثيرة حول من سيخلف كلينتون التي شددت على أنها تريد الانصراف لحياتها الخاصة بعد عقود أمضتها في العمل العام. وتضاف إلى ذلك الآن التكهنات حول من سيخلف بترايوس الذي يعتبر بطل حرب العراق. ويجري تداول اسم جون برينان، مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب، والمخضرم في ال»سي آي إيه» الذي لعب دورا أساسيا في إطلاق حرب الطائرات بدون طيار على مقاتلي القاعدة.