عاش معبر مدينة مليلية المحتلة يوم ثاني عيد الأضحى تحت وقع مواجهات بين شباب مغاربة من بني انصار بإقليم الناظور وقوات التدخل السريع التابعة للأمن الإسباني التي لم تتردد في إطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين، حيث أصيب بعضهم. واندلعت شرارة هذه المواجهات بالمعبر الحدودي بعدما منعت شرطة الحدود الإسبانية بعض الشبان المغاربة من دخول مليلية رغم إدلائهم بجوازات السفر، واشترطت ضرورة توفرهم على التأشيرة أو بطاقة الإقامة في إجراء غير مسبوق، مما دفع عددا من المواطنين المغاربة إلى الاحتجاج أمام المعبر الحدودي لبني انصار، غير أن عناصر الحرس المدني الإسباني تمسكت بموقفها، الأمر الذي رد عليه هؤلاء رفقة أكثر من 100 شاب بالاحتجاج، بدءا بوضع متاريس أمام باب دخول المعبر، وانتهاء بإمطارهم بالحجارة، بعضها تم اقتلاعها من الرخام الخاص بالرصيف. وأقدمت الشرطة الإسبانية على إغلاق الحدود رسميا لمدة ساعتين ونصف، عاشت خلالهما أسوأ لحظاتها، فيما استغل بعض المهاجرين الأفارقة الفرصة ليتسللوا عبر السياج الحدودي من جهات أخرى للمعبر. وعمدت السلطات الإسبانية إلى طلب تعزيزات أمنية ولوجيستية بالنقطة الحدودية، تخوفا من حدوث أي تسلل للمغاربة والمهاجرين، كما أقدمت على استخدام الرصاص المطاطي لتخويف وتفريق المحتجين. وكان ضمن المحتجين سعيد الشرامطي، نائب رئيس اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والجزر، رفقة بعض الشباب الآخرين، فيما انتقد مندوب حكومة مليلية عبد الملك البركاني ما وصفه ب«الحياد السبلي» لقوات الأمن المغربية، التي كانت تعاين الاحتجاجات بالحجارة دون أن تقوم بأي تدخل لمنع الشبان المغاربة من ذلك على المعبر الحدودي الإسباني»، فيما أوضحت مصادر أخرى ل «المساء» أن سلطات سبتة كانت تتخوف من تنظيم هؤلاء الشبان احتجاجات داخل المدينة. أما بمعبر باب سبتة فقد عاينت «المساء» هدوءا وحركة مرور عادية، حيث كانت متاجر ومصالح المدينة المدينة مغلقة تماما ما عدا بعض المقاهي والمطاعم، بعدما تمت المصادقة قانونيا خلال مجلس الحكومة المحلية على جعل ثاني يوم عيد الأضحى المبارك عيدا رسميا محليا. وأكد مصدر جمعوي أن الاحتجاجات أخذت طابعا تصعيديا بعد تعرض عنصر أمن مغربي لاعتداء من طرف الحرس المدني الإسباني خلال محاولته تهدئة الموقف، وهو ما جعل الاحتجاجات التي شارك فيها أزيد من مائة شخص تتصاعد لتقوم عناصر الحرس المدني الإسباني بالرد من خلال استعمال الرصاص المطاطي في وقت لجأ فيه المحتجون إلى الحجارة وترديد عدد من الشعارات الغاضبة. ووفق نفس المصدر فقد شهد المعبر الحدودي مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة شخصين بجروح قبل أن يتم إغلاق المعبر لمدة فاقت الساعتين فيما التزمت الرباط الصمت ولم تصدر الخارجية المغربية أي بيان بخصوص هذه القضية. وفي الوقت التي بررت سلطات الاحتلال الاسباني لجوءها إلى تشديد إجراء ولوج مليلية المحتلة بقطع الطريق على أي محاولة لتنظيم احتجاجات داخل المدينة من طرف أعضاء اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية، أكد الشرامطي عضو اللجنة أن هذه التبريرات محاولة للهروب إلى الأمام والتغطية على الإجراءات الاستفزازية والعنصرية التي تقوم بها عناصر الحرس المدني وسلطات الاحتلال الإسباني، وأكد أن المنع طال عددا من المغاربة ممن كانوا يعتزمون زيارة عائلاتهم داخل مليلية المحتلة بمناسبة عيد الأضحى.