توفي أول أمس بصفرو إدريس الحاضي، قائد الهيئات العليا للأمن الحضري بولاية أمن فاس، إثر نوبة قلبية فاجأته وهو عائد من رحلة قنص بغابة «زكوطة» بضواحي صفرو، رفقة ابنه وبعض رفاقه. وهرع المسؤولون المحليون بالجهة لمعايتة جثمان الفقيد في المستشفى الإقليمي لصفرو، قبل أن ينقل إلى المستشفى الجامعي، وبعد ذلك إلى مستودع الأموات، في انتظار إنهاء إجراءات دفنه. الراحل ادريس الحاضي كان من المسؤولين الأمنيين الذين عمروا كثيرا في ولاية أمن فاس، وتدرجوا في مراتبها، وتمكنوا من معرفة خبايا المدينة والأقاليم المحيطة بها، إلى حد أنه بدونه يكاد يكون من الصعب التغلب على متاعب أمنية لمدينة تحيط بها أحياء البؤس والفقر وتوجد ضمنها مدن وبلدات مغلوبة على أمرها بسبب الهشاشة. ويجيد الراحل التحاور مع الجمعيات والمنتخبين والسياسيين، بمن فيهم معارضو أقصى اليسار واليمين. وتقول المصادر إن هذه الخصلة هي في الأصل عملة نادرة في صفوف العاملين في قطاع الأمن. كما يجيد فن التواصل مع الصحافيين، ويفضل في جميع محطات إدارة الأمن أن يشرف بنفسه على ربط الاتصال بهم، ودعوتهم للحضور، كما أنه لا يتردد في تدقيق معطيات أحداث أو جرائم تعرفها المدينة. وربما، يشير أحد المقربين منه، قد يكون للأسرة التي غرفت من نبع الأدب وجامعة القرويين، دور في صقل هذه الشخصية. وكان الراحل محط انتقادات عديدة من قبل متتبعين بخصوص «انفلاتات» تعرفها حركة السير والجولان في المدينة، وانتشار النقل السري، وخطوط «الراكولاج». لكن مسؤولين يوردون بأن المدينة تعاني من نقص في حافلات النقل الحضري، وغياب خطوط سيارات الأجرة الكبيرة، ما يجعل «الاستئناس» ببعض «الظواهر المشينة» أمرا واقعا، يورد مصدر مسؤول. ازداد ادريس الحاضي سنة 1959 بمدينة فاس. تدرج في سلم الخدمة في الأمن الوطني منذ تخرجه عام 1984 كضابط أمن. فقد التحق بمدينة فاس للاشتغال بالفرقة السابعة المتنقلة والمختصة في التدخل السريع (سيمي 7). وتمت ترقيته، وتنقيله إلى مكناس المجاورة، التي شغل بها منصب قائد فرقة المرور. ورقي من قبل الإدارة العامة للأمن الوطني، وأرسل إلى وجدة حيث شغل منصب قائد الهيئات العليا للأمن الحضري. واشتغل أيضا بالعاصمة الاقتصادية قائدا لفرقة المرور. لكن أحداث 14 دجنبر 1990 بفاس، دفعت الإدارة العامة للأمن الوطني إلى تنقيله إلى العاصمة العلمية، حيث تم تنصيبه قائدا للهيئة الحضرية للمنطقة الثانية دار أدبيبغ، القلب النابض لمدينة فاس. وبعد فتح المقر الجديد لولاية أمن فاس رقي إلى رتبة قائد القيادة العليا للهيئات الحضرية والمسؤول الأول عن الأمن الحضري بفاس. وفي سنة 2010 رقي إلى رتبة كولونيل للأمن الحضري.