فجرت مريضة في مصلحة أمراض السكري والغدد في مستشفى محمد الخامس في مكناس «فضيحة» من العيار الثقيل تتهم فيها مصلحة المستشفى المذكور بحقنها بمادة «أنسولين» منتهية الصلاحية. وفور انتشار الخبر وعلم عائلة المريضة أن الدواء قد انتهى تاريخ صلاحيته في الشهر الماضي، تعالت الأصوات المنددة بالواقعة، مطالبة بالتحقيق في الموضوع وبتوفير مادة «الأنسولين» للمرضى. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل احتج حوالي عشرين مريضا بداء السكري وأفراد من عائلاتهم أمام المستشفى مساء يوم الجمعة، وزادت حدة الاحتجاجات بعد أن تعذر على العديد منهم الحصول على هذا النوع من الدواء في الفترة الأخيرة. وحسب مجموعة من المرضى، فإن حقن المريضة بهذه المادة منتهية الصلاحية جاء على خلفية النقص الحاد في هذه المادة الحيوية والضرورية بالنسبة إليهم في المستشفى. ورغم الطلب المتكرر للمرضى وعائلاتهم بضرورة توفير الدواء، فإن إدارة المستشفى، حسب المرضى، لم تبالِ بمعاناتهم. وقد اتصل المحتجون بمندوب وزارة الصحة وقدّموا له شكاية في الموضوع، كما قاموا برفع شكاية إلى النيابة العامة، التي فتحت تحقيقا وبحثا تمثل في إعطائها الأوامر للشرطة بالاستماع إلى مسؤولين في إدارة المستشفى، ويتعلق الأمر بكل من الحارس العام والطبيبة الرئيسة لمصلحة أمراض السكري والغدد. في السياق ذاته، أكد مصدر طبّي موثوق من داخل مستشفى محمد الخامس أن «الأمر يتعلق بمريضة بداء السكري تم حقنها بمادة أنسولين انتهت صلاحيتها قبل خمسة أيام، موضحا أن صلاحية «الأنسولين» تدوم ثلاثة أشهر بعد حقنه وأن صحة المريضة على أحسن ما يرام»، مؤكدا أن المشكل المطروح حاليا يتعلق بسوء التدبير في صيدلية المستشفى، التي قال إنها عبارة عن بهو مملوء بالأدوية لا يتوفر على أي معايير صحية. وأضاف المصدر ذاته أن مشكل الأدوية كان مطروحا في بداية العام قبل تقلد وزير الصحة حسين الوردي منصبه، لكنها اليوم متوفرة في المستشفى وفي المراكز الصحية التي توجد في الأحياء القريبة من المرضى، غير أن الإشكال الذي ذكره المتحدث يتعلق بدرجة الحرارة غير الملائمة التي تُحفَظ فيها هذه الأدوية بسبب العطب الذي أصاب آلات التبريد، والذي من شأن استمراره الإضرار بصحة المرضى. يشار إلى أنه قد ارتفعت حدة الاحتجاجات في الآونة الأخيرة على مستشفى محمد الخامس في مكناس، سواء من قبل المرضى أو من قبل الأطر الصحية التي تشتغل فيه، بسبب رداءة ظروف العمل وصعوبته والنقص في الأدوية وفي مادة الأنسولين، وهو الأمر الذي جعل كثيرا من المرضى يقصدون عددا من الجمعيات الفاعلة في المجال قصد الحصول على حاجياتهم من هذه المادة وتعويض الخصاص في مرافق الصحة العمومية.