أثارت حقيبة جلدية كان يحملها أحد أعضاء الوفد الإسباني، الذي رافق رئيس الحكومة ماريانو راخوي أول أمس الأربعاء، في زيارته إلى العاصمة الرباط، فضول وزراء حكومة عبد الإله بنكيران المشاركين في القمة المغربية الإسبانية العاشرة، قبل أن يتبين أن الحقيبة كانت تضم هدايا الحكومة الإسبانية التي حملها راخوي معه إلى حكومة بنكيران، وكانت الهدايا كانت ملفوفة في ورق ومحاطة بشريط مكتوب عليه الحكومة الإسبانية. من جهة أخرى، ذكر مصدر مطلع أن مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، هي التي تكفلت بحفل الغداء الرسمي الذي أقيم على شرف الوفد الإسباني بنفندق «سوفيتل» الفاخر. وبدت بنصالح أكثر كرما في حفل الغداء الذي أقامته على شرف الإسبان، كما خصصت «بوفيه» مفتوحا تضمن «نافورة للشكلاطة» لم يعرف أحد كيف يتم تناولها. وكان لافتا حرص جامع المعتصم، مدير ديوان بنكيران، على عدم مفارقة رئيسة الباطرونا نحو النصف ساعة قبل وصول رئيس الحكومة إلى الحفل. إلى ذلك، عرف مقر وزارة الخارجية، الذي شهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين الرباط ومدريد، حضورا مكثفا ولافتا لرجال الأمن بزي مدني فاق عدد الصحافيين الإسبان والمغاربة. فيما بدا في أكثر من مناسبة أن رجال الأمن الإسبان يتحكمون في نظرائهم المغاربة وفي تحركاتهم. من جهة أخرى، تفنن الأمنيون، الذين غصت بهم جنبات قاعتي بلافريج وبنهيمة بوزارة الخارجية والتعاون، في إهانة رجال الصحافة المغاربة دون الإسبان الذين حظوا بكل احترام وتقدير. وعمد الأمنيون إلى ضرب حصار على الصحافيين، بل طردهم بعنف وإخراجهم من قاعة بلافريج الكبيرة التي احتضنت القمة. وحسب مصادر حضرت القمة، فإن مسلسل الحصار والحرب المعلنة على الصحافيين المغاربة بلغت ذروته حينما تعرضت صحافية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لضربة في بطنها وجهها إليها أحد حراس الأمن. ولولا تدخل مدام الهيلالي، المكلفة بالإعلام في رئاسة الحكومة، لما تمكن العديد من الصحافيين والمصورين من تغطية الندوة الصحافية التي عقدها بنكيران وراخوي. وبدا وزير في التربية الوطنية محمد الوفا، في حالة هستيرية وعدوانية تجاه الصحافة الوطنية، وطالب بإخراجهم من القاعة.