أبلغ أوليفر بلانكارد، كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي، صحيفة سويسرية، أول أمس السبت، أن الأزمة المالية التي اجتاحت عددا كبيرا من البنوك الكبرى تتفاقم لتصبح أزمة اقتصادية أوسع نطاقا لم تصل ذروتها بعد. وقال بلانكارد، حسب ما أوردته وكالة رويترز، إن الأزمة ستستمر عاما آخر ودعا الحكومات إلى تشجيع التوسع المالي والبنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة باتجاه الصفر. ونسبت إليه صحيفة فينانتس أوند فيرتشافت قوله «الأسوأ لم يأت بعد» مشيرا إلى الطريقة التي بدأت بها متاعب القطاع المصرفي تتسرب إلى الاقتصاد الحقيقي ممثلا في صناعة السيارات. وأضاف «إنها البداية فحسب.. الخطر قائم بأن تزداد البيانات سوءا، وهو ما سيفضي بدوره إلى توقعات أشد تشاؤما وتسارع تراجع الطلب. «سوف يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن نعود إلى أوضاع طبيعية.» وتوقع بلانكارد استمرار الأزمة عاما آخر، لكن النمو الطبيعي لن يعود قبل 2011. وقال «بالنسبة للعام 2009 نتوقع (في صندوق النقد الدولي) نموا سلبيا في المتوسط في الدول الصناعية.. في 2010 سيحدث تحسن وسنعود إلى الوضع الطبيعي في 2011». وقال بلانكارد، إن الحكومات لم تبذل حتى الآن ما فيه الكفاية لمعالجة الأزمة ودعا إلى إجراء تحفيز مالي في كل من الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقال «في الظروف العادية يدعو صندوق النقد الدولي إلى خفض مستويات عجز الميزانية... لكننا لا نمر بظروف عادية. الطلب انهار. لهذا ثمة حاجة إلى توسع مالي عام.» وأضاف أن على البنوك المركزية خفض أسعار الفائدة بأقصى درجة ممكنة لتفادي خطر «ركود عظيم». وقال «عليهم خفض أسعار الفائدة والاقتراب بها من الصفر قدر الإمكان. ينبغي أن نستخدم كل الذخيرة المتوافرة لدينا للحد من انهيار الطلب.»