قلب عبد الواحد الفاسي الطاولة على عبد الحميد شباط وانتزع دعم أغلبية أعضاء المجلس الوطني بجهة تادلة أزيلال، كواحدة من أهم الجهات، في اللحظات الأخيرة من السباق نحو الأمانة العامة، التي كان يشاع أنها محسومة سلفا لصالح شباط. وحضر أغلبية أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال بجهة تادلة أزيلال في لقاء استضافه البرلماني عبد الرحمان خيير، ابن رمز حزب الاستقلال بجهة تادلة أزيلال، المستشار الراحل محمد بلحسن خيير بمدينة قصبة تادلة، بينما غاب محسوبون سلفا على تيار شباط، كان أبرزهم مفتشا الحزب بإقليمي بني ملالوأزيلال والكاتب العام لوزارة الصحة رحال مكاوي. وهاجم أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال، الذين وصل عددهم إلى 18 عضوا، مع اعتذار سبعة بمبررات، من بين 30 عضوا من المجلس الوطني للحزب يمثلون الجهة، هاجموا في كلماتهم المنسق الجهوي للحزب بالجهة والكاتب العام للشبيبة الاستقلالية عبد القادر الكيحل، واتهموه ب«سرقة» منصب برلماني من الجهة، عندما ترشح باسم الشبيبة عن جهة تادلة أزيلال، قبل أن يقود حملة انتخابية لشباط دون استشارة القواعد بالجهة. وتوعد بعض أعضاء المجلس الوطني شباط بالرمي بالطماطم الفاسدة في حال قدومه لجهة تادلة أزيلال. وقد خاطب أعضاء المجلس الوطني الحاضرون عبد الواحد الفاسي بلقب الأمين العام، وبدوا واثقين من كسبه رهان الأمانة العامة للحزب، «تجسيدا للشرعية وللنضال الحقيقي»، وذكروه بتوليه مهمة منسق جهوي للحزب في التسعينات بجهة تادلة أزيلال. وكان عبد الواحد الفاسي قد حل، مساء أول أمس الثلاثاء، بقصبة تادلة مصحوبا بأعضاء من اللجنة التنفيذية وبالوزير عبد اللطيف معزوز، وزير الجالية المقيمة بالخارج، الذي ألقى كلمة مؤثرة ذكر فيها بالمرحلة الدقيقة التي يمر منها الحزب والتي تجعله يحتاج لأبنائه في تحديد مصير إرث كبير. وختم الفاسي اللقاء بكلمة ذكر خلالها بعلاقته الوطيدة بالجهة ورموزها وذكرهم واحدا واحدا بالاسم، ومدح منطقة تادلة أزيلال ورجالها، والتي قال إنها «قدمت أعظم الرجال الشهيد والرمز أحمد الحنصالي»، واستهجن نعت أبناء حزب الاستقلال ب«بقر علال» من شخص يريد أن يكون أمينا عاما للحزب، دون أن يسمي شباط، مذكرا بأن هذا الوصف أطلقه الاستعمار لأول مرة على الوطنيين قبل أن يطلقه بعض من أعضاء الاتحاد الوطني للقوات الشعبية أثناء مرحلة الانشقاق في وجه الاستقلاليين المتشبثين بالشرعية. كما استغرب الفاسي من جو الترهيب الذي بدأ يشنه البعض على المناضلين، ووصف بعض المناطق ب«المستعمرة التي يخشى المناضلون فيها الجهر بمواقفهم، بل اتصل بي بعضهم وهم كثر يقولون نحن معك لكن استرنا، خوفا من البطش وأعمال الترهيب». كما وصف الفاسي أعمال شباط، دون أن يسميه، بانتهاج «الستالينية»، وقال إنه يؤمن بالعمل الجماعي لمنصب الأمانة العامة». وقدم الفاسي تصوره لدور الأمين العام وسط التحولات التي يعرفها المشهد الحزبي والسياسي بالمغرب، بالإضافة إلى التحولات التي يعرفها الوضع الإقليمي والدولي، داعيا الاستقلاليين إلى تحديد مصيرهم وما يريدون لمستقبل حزبهم ومستقبل وطنهم.